تنتظره بكل قلق، تحسب الدقائق والساعات. هو لها كل شيء. الكون كله في شخص. تحسب مقاييس حياتها وفقاً لتفاصيله، ونسماته. اختصرت حياتها وعالمها في شخصه هو فقط. سعادتها في تضحياتها من أجله، كل تنازل تعمله من أجله، في قاموسها إنجاز جديد صنعته.
والمرأة حينما تعطي، تقدم بلا حدود، فهي مجبولة على العطاء. تتحمل الكثير من أجل إسعاد من تحب. الزمن يعني لها حضوره، ومساحة عالمها محيطه. كل معادلات النجاح والثراء تصبح مجرد أوهام في غيابه.
العطاء الحقيقي هو الذي يأتي من دون شروط، تشعر معه بأنك أنت صاحب الفضل وليس العكس. والصدق في العطاء يرتبط بالحب الخالي من المصلحة. والمرأة المحبة، أيا كان الحبيب، هي كالمحيط يغذي البحار ولاينضب. تتحين الفرص من أجل تقديم المزيد، في محاولة لاتنتهي لصنع السعادة للآخرين.
وتبقى الخيارات الصعبة محسومة بالنسبة للمرأة، فهي مع عاطفتها الجياشة، والتاريخ يحكي كيف أن نساء تنازلن عن العرش من أجل من يحببن. وهذا الشعور يعنى القوة، وليس كما يصنفه آخرون أنه ضعف واستسلام.
حينما نتسامح فإننا نسمو، لأن التسامح قمة العطاء، فهو يؤكد إنسانيتنا، وأننا بشر نخطىء ولكن نتجاوز. الأشخاص الكبار من الداخل، تجدهم دائماً يتسامحون وينظرون للجانب الجميل من كل صورة، فالصعوبات تمنح المشاعر فرصة أن تكون أقوى وأمتن.
من يحب، يتعلم فن التسامح لأنه يضفي مسحة الواقعية على المشاعر، والمرأة تكشف عن أرقى صور مشاعرها عندما تتسامح، لأنها تكون في قمة نقائها وعذوبتها وصفائها.
والمشاعر كالنبتة الوليدة تحتاج إلى الهواء والشمس لتنمو. ونحن ربما ننشغل وتخطفنا الحياة بمشاغلها، ونتجاهل من يقدم لنا الحب. ننسى أن كل النجاحات مهما كانت، لاتعوض مشاعر حب صادقة، فالعالم جاف وقاس من دون امرأة تعلمنا قيمة الحياة.
اليوم الثامن:
عند حدود التماس
والمنعطفات الصعبة
تكتشف أهمية المعدن الأصيل
وأن صدق المشاعر
لايعوض ببديل.