عشق الحرية

محمد فهد الحارثي

 

دعني استنشق حريتي، لا توصد عليّ الأبواب. لاتحاول حجب نور الشمس عني. أنا أعيش وأتنفس بالحرية. لاتعتقد أنه حينما تحبسني في عالمك، أنك تمتلك مشاعري وأحاسيسي. هناك فرق بين الحب والتملك. عالم شاسع ما بينهما تضيع فيه كثير من المشاعر، ويغتال أجمل الأحلام. لا تجعلني أشعر بالغربة في عالمك. فحياة من دون حرية، مهما كانت رفاهيتها، هي سجن ببوابات مختلفة.

الحرية الحلم الذي لا ينتهي، والطموح الذي لا يصيبه اليأس. أجمل ما في الحياة الحرية، بل هي مفتاح الحياة الحقيقية. الحرية هي التي تجعلنا نشعر بإنسانيتنا، باختلافنا عن بقية الكائنات. الإحساس بأننا نملك الخيارات هو الحد الأدنى من الحرية. نقرر بإرادتنا، ونصنع مساراتنا بما فيها من أخطاء وتجاوزات. الحرية هذا الحلم الذي تغنى به الشعراء، وضحت الشعوب من أجله، وكتب الفلاسفة والمفكرون آلاف الكتب عنه.. نتحدث عن الحرية كحق غير منقوص لكل فرد. فحق الإنسان في الحرية كحقه في الحياة

لا تعتقد أنني أعيش أوهاماً. فأنا أعشق الحرية لأنها القيمة الثمينة التي منحنا إياها الخالق وكرّمنا بها، وأعطانا الفكر والمشاعر لنقرر بأنفسنا مسارنا في حياتنا. حرية الإنسان حق مكتسب من الصعب أن ينزعه شخص آخر، ومن الظلم أن نضحي بأجمل ما في الحياة مهما كانت الأسباب. أجمل الأماكن في العالم من دون حرية سجن واسع المساحة. والأماكن البسيطة مع الحرية هي فضاء واسع الأفق

الحرية، هي التي تصنع شخصية الإنسان وإرادته. مامعنى الحياة من دون حرية. عمر ضائع وحرمان مستمر. إذا أردت للمشاعر أن تنمو وللأحساسيس أن تزدهر، دعنا ننطلق في عالم الحرية، سوف تجدني أقرب إليك من قبل، وسوف تتولد المشاعر المكبوتة لأنها وجدت مساحات لم ترها من قبل. متى ما امتلك الإنسان خياراته واتخذ قراراته فهي القرارات الصائبة، وأقوى من كل المؤثرات. سيكون خياري معك قراري، وبذاتي. وسأجعل من حياتنا عالماً رائعاً نعيشه بحريتنا ونصنعه بخياراتنا

اليوم الثامن:

لأنني أملك كل الخيارات

قررت أن أكون معك