قدوم منتظر

محمد فهد الحارثي


متى يمنحني القدر سعد قدومك. متى تنتهي حالة الانتظار المملة، وتغدو في حياتي واقعا يبدل حال أيامي. كل السنين التي مضت مجرد مقدمة تتلهف لحضورك. أقضي أيامي وكأني في مرحلة بروفات تنتظر رفع الستارة لتبدأ الحياة. تخيلتك في عشرات الصور ومئات القصص. كتبت لك قصائد شتى و ابتكرت عبارات لم تقل من قبل. وما زلت أرسم الملامح، وأتخيل العبارات، وأسمع الخطوات.

كل يوم يمضي من العمر يسألني عند الرحيل عن موعد القدوم. وكل ورقة من التقويم تسقط، ترسل رسالة: هل تحقق الحلم الموعود؟ وما زال في داخلي أمل لاينتهي، وتفاؤل لا يخفت. أدرك أنك سوف تأتي قريبا، ومعك الفرح الذي أنتظر، والحياة التي أحلم.

 تتعدد الأماكن ويختلف الأشخاص، لكن هناك مساحة في الداخل لا يملؤها إلا شخص واحد، وهناك مشاعر لا يخرجها من مكنونها إلا لمسات قلب عاشق. علمني انتظارك أن اليأس مستحيل، وأن الأمل يصنع التفاؤل، وأن الحياة مهما تناستنا فإنها في يوم ما ستمنحنا الكثير.

أكثر الناس حظا، من يجد الشخص الذي يمنحه الأمان، الذي يقاسمه اللحظة والأحلام. الذي يشاركه الذكريات والضحكات. مهما كانت الحياة ثريه في ملامحها، إلا أنها جافة وفارغة بدون من نحب.

تعيش معي في تفاصيل يومي حتى قبل قدومك. الألحان الجميلة أرددها لأغنيها لك، والقصائد الرقيقة أكتبها لأقدمها لك، حتى النكات الطريفة أحفظها لأقولها لك. كيف استطعت أن تملأ حياتي حتى قبل أن تكون؟

كتبت لك قصاصات كثيرة، وخبأتها في أماكن مختلفة. بعضها تعبر لك عن عتبي، و أخرى تبث لك شوقي. لكنها جميعا تكشف حنيني إليك، الذي لا ينتهي. ويقيني بأن الغد ينتظرنا بلهفة ليمنحنا الفرح، ويجعل من أيامنا قصيدة من السعادة سوف تدوم.

اليوم الثامن:

..الأيام مهما تباينت فهي تتشابه

لأنها محكومة بتداول الليل والنهار

لكن وجودك يغير خارطة الوقت

ويجعل من يومي حالة هي الاستثناء

 أبعد من الساعات وأكبر من الزمان.