لاكتشاف الجديد

محمد فهد الحارثي

 

 

لابد من اتخاذ القرار واكتشاف الشاطىء الآخر. لا يمكن أن نعيش في عالمنا، ونعتقد أننا الأوحد والأصح. وهم النرجسية خادع ويمنحنا اعتقاداً خاطئاً، ورؤية ناقصة. لكي نكون أنفسنا لابد من أن نمنح الفرصة لذواتنا، أن نرى العوالم المختلفة. أن نجرب النظر بعقلية الآخر ونرى الزوايا الجديدة.

الحياة مجال واسع للاكتشاف. وأجمل ما فيها تنوعها وتعددها. نحن بطبيعتنا نميل للتقليدية، سواء في التفكير أو في أسلوب الحياة، تشَربنا أن ما اعتدنا عليه هو الأفضل. ربما هناك جوانب صحيحة، ولكن التجربة خير برهان. الانطلاق وسبر أغوار التجارب الأخرى ينقلنا إلى مرحلة جديدة حتى لو اكتشفنا أخطاء هناك، فهي تجعلنا ندرك صواب ما نحن عليه. وهذا ينطبق على مجالات كثيرة، سواء في الحياة الشخصية، أو العملية. فكم من مرة ترددنا في الانتقال إلى مكان جديد أو بيئة مختلفة وأدركنا لاحقاً أنه ربما كان من أفضل قراراتنا. واجتماعياً ننحصر في دائرتنا الصغيرة، ولانفكر أن نخطو لتكوين تواصل جديد، أو ننفتح على دوائر خارج الحلقة الضيقة.

العمر أقصر من أن نستهلكه في روتين واحد، ولون ثابت، وإيقاع متكرر. العمر هو الذي نعيشه حقيقة، وليس الذي يحسب علينا كأرقام، تتساقط من رصيد العمر، ونحتفل يوماً في كل سنة بوداع واحد منها. المجتمعات المتقدمة هي التي تجد مجتمعاتها أكثر جسارة في التصدي للجديد وتقبل روح المبادرة والرؤية المتجددة.

الحياة أطياف مختلفة وأذواق متباينة. ومن حكمة الخالق أنه جعل الأشخاص مختلفين؛ فمن المستحيل أن يكون هناك تطابق كامل بين شخص وآخر. هذا التنوع هو الذي يقودنا إلى اكتشاف أنفسنا. وكوننا مختلفين يعني أننا متميزين. الاستنساخ فعل ممسوخ، الأصالة طعم الحياة النقي. لنجعل من كل يوم محاولة اكتشاف. فمهما كان الاكتشاف بسيطاً إلا أنه يصنع التغيير.

اليوم الثامن:

القرار اختيارك...

يمكن أن تعيش أكثر من عمر في مشوار الحياة

وربما تعيش سنة واحدة مضروبة في أرقام العمر