هل الحياة بالنسبة لك أرقاما تضيفها إلى رصيدك، وهل الانجاز في نظرك نساء تؤرشفهن في جدران الذاكرة؟ أتساءل لماذا هذا التناقض ولمن هذا الركض؟ حين تختل حسابات الشخص، ويرتبك سلم الأولويات، يفقد الإنسان الطمأنينة والاستقرار. تصبح حياته فارغة والهروب وسيلته للبقاء. الركض في المسارات البعيدة والضبابية تقود إلى نهايات غير موفقة.
لست حالة عابرة، تضع عليها بصمتك ثم تمضي. لست لوحة جامدة، ترسم عليها «شخابيطك» ثم ترحل. أنا بشر. إحساس وروح، قلب ونبض. كيف يقابل الوفاء بالجفاء، والعطاء بالنكران. حسبتك مينائي الأخير، وجعلتني موجة عابرة. وضعتك نصب عينَي في حياتي، بينما أنت تركتني مهملة في أحد زوايا الذاكرة.
لماذا الرحيل، وعن ماذا تبحث؟ السعادة بين يديك، لكن نظرك لا يرى إلا الأشياء البعيدة. يبدو أن قصر النظر يحرمك من رؤية الأشياء الجميلة. وأستغرب كيف يقرر شخص ما أن يغادر النهر ليبحث عن وديان في وسط الصحراء. كيف يترك المتن ليغامر على الهامش. القرارات الخاطئة، حتى لو بدت في حينها أنها تجارب بسيطة، فإنها تضع النواة لنتائج قاسية في المستقبل.
لاشيء في هذا العالم يساوي الإحساس الصادق والمشاعر النقية. مهما حاولنا أن نتخيل الأشياء أو نصفها بشكل مختلف، فهناك شخص واحد فقط هو الذي يمكن أن نراهن عليه. نحن ندرك هذا في قرارة أنفسنا، لكننا أحيانا نتحاشى الاعتراف.
نستطيع أن نغير الكثير في حياتنا إذا استطعنا أن نكون صادقين مع أنفسنا في الأساس.وأنا جعلتك الخيار الذي اخترته في هذا الكون. رسمت معالم حياتي وفق إيقاع كلماتك. وحرصت على تجاوز الانكسارات من أجل الوصول إلى الشاطئ. وما زلت أرى حلما رسمته في الماضي بالشوق ينتظرنا. وعندي يقين أن المستقبل سيمطر أيامنا حبا، ويرويها فرحا.
اليوم الثامن:
السعادة ليس في كم تحصل
بل في الاستمتاع بما لديك