لماذا فقدنا القدرة على الحب؟ لماذا أصبح حلماً صعب المنال؟. هل جفت مشاعرنا؟. هل انقرضت المشاعر؟. حينما نفقد القدرة على الحب فنحن نخسر المعاني الجميلة في الحياة. تصبح الرحلة مجرد أرقام، كل يوم يمضي يأخذ من رصيدك شيئاً من دون أن يعطيك أي مقابل. حينما تتحول الحياة إلى تواريخ، حيث الشهر يلتهم الشهر، والعام يلحق العام، فبالتأكيد شيء ما ضاع منا في الطريق.
الإحساس بنبض الحياة وتفاصيلها ينطلق من إحساسنا بالعطاء لمن يستحق. بأن هناك شخصاً ينتظرنا. يترقب حضورنا بين ساعة وأخرى. يقلق من أجلنا، ويفرح لفرحنا. ذاك الشخص الذي لا ينتظر المقابل، عطاء غير مشروط، وإحساس غير منقوص. هذا الإنسان، الذي يعطي وجوده في حياتنا بعداً جديداً لم نعرفه، ومعنى مختلفاً يجعل من صباح كل يوم قصة تفاؤل يصنعها حضوره وترسمها كلماته.
من أصعب الأشياء حينما تكتشف أن المشاعر أصبحت وسيلة، وأن الغاية هي التي لاتقال. لا يدركون أن الطعم أكبر من الصيد، هل تضحي بجوهرة من أجل قطعة حديد؟ هؤلاء الذين يستغلون المشاعر الحقيقية للوصول إلى أهدافهم، هم الذين يشوهون أرقى وأهم ما في الحياة. هم لا يكتفون فقط بأنهم يخذلوننا، بل أيضاً يجعلوننا نضع الحواجز لكي نحمي أنفسنا من أية مخاطر، يحرموننا من متعة النقاء. ليتهم حينما يغادرون يأخذون مخاوفهم وذكرياتهم حتى نستطيع أن نرى بأعيننا وليس بتجاربنا.
القدرة على الحب ميزة رائعة، تجعلنا نحب أنفسنا ونكتشف دواخلنا. هذا الإحساس الذي يعيد خارطة الحياة والعالم من جديد. لن نسمح بالبثور أن تشوه وجه القمر. سوف نفتح أذرعنا للحياة ونتفاءل بأن المستقبل سيمنحنا ما نستحق. الحياة تبدأ حينما نقرر ذلك
اليوم الثامن:
... طالما أننا نمتلك أنفسنا
فكل الخسائر محطات عابرة.