من أجل الواحد

محمد فهد الحارثي

 

 

تخلص 

من هذه الظنون من أجلك. أنظر للأشياء بحقيقتها. ما هذا العالم بأكمله من دونك. وكيف يمكن لإيقاع الحياة أن يستمر في غيابك؟. لا تسمح لخيالاتك أن تشوه الواقع. لا تسمح للشكوك أن تدخل عالمنا. ما من شيء في هذا العالم يسعدني ويقلقني ويتعبني إلا أنت. ما من خيار وضعته كأمر محسوم خارج الحسابات إلا أنت. حينما يجد الإنسان الكيان الذي يشعره بالأمان ويملأ حياته بالحنان يصبح الكون محوراً واحداً، والباقي فضاءات شاسعة. أنت العالم الذي اخترته، أو بالأصح الذي اختارني. فما عادت عوالم أخرى تشغلني.

الظنون وهم يعيش في خيالنا ويتسلل إلى واقعنا ويشوه لحظاتنا. كيف يمكن لهذا النبض أن يغادر نبضه ويرحل؟. كيف يمكن لهذه المشاعر أن تتبرأ من نفسها وتتغير؟. الحياة تمنحنا ما نستحق، نحن بحماقتنا نخسر ما نمتلك.

لم الشكوك والدنيا كلها بين يديك؟ لم القلق والسعادة استقرت بين مقلتيك؟. كل ما في كياني لك، وهذا القلب لوغادرته لرحل واشتكى إليك، وهذا الجسد لو غادرك لضل طريقه وعاد إليك. أسألك كيف استطعت أن تتسلل إلى كل المساحات، حتى علاقتي وحواري مع ذاتي تمر من خلالك.

خاصم تلك الظنون وارتبط بالواقع. فلا شيء يستحق أن نخسر لحظة جميلة نعيشها سوياً. فأحياناً يكون الإنسان عدو نفسه من دون أن يدري. وحينما تكتمل الأشياء تحرضنا أنفسنا على البحث عن النواقص أو حتى خلقها. أدرك تماماً أننا سنتجاوز كل المنعطفات وأن رهاناتنا سوف تربح مهما كانت المتغيرات. وأنا معك عبارة ناقصة اكتملت بوجودك، نصف تائهة أصبح الواحد بحضورك. فما عاد يهمني أي نصف أو أي عبارة. ما يهمني هذا الواحد الذي يختصر الحلم ويجسد السعادة.

اليوم الثامن:

الظنون قصص وهمية تعبر خيالاتنا

هناك من يتجاهلها ويرتبط بالواقع

وآخر يخلط بينهما فيخسر الحاضر.