نجاحات ناقصة

محمد فهد الحارثي
لا تستسلم. فكلما شعرت بالصعوبات واقتربت من حالة اليأس، اعلم أنك اقتربت من الوصول، وأن بصيص النور الذي كان في نهاية الأفق أصبح واقعاً.. لا تستمع لصوت الإحباط في داخلك، فالتحدي هو القدرة على تحويل الانتكاسات إلى عتبات تصعد عليها لتقودك إلى طريق النجاح. لا تجعل من العقبات مهما كانت، حواجز تقف في طريق الوصول إلى مبتغاك. الفشل جزء من ضريبة النجاح، والفشل هو خسارة معركة، لكنه ليس خسارة حرب. الناجحون عادة ما يعبرون للنجاح من خلال بوابات الفشل. وتمر علينا أحياناً لحظات ترتبك فيها رؤيتنا للأمور، ونشعر بأننا تائهون في مسارنا. لكن هذا شعور طبيعي ويعدّ مرحلة تتبعها محطات مختلفة.
نرى في كتب حياة الشخصيات الناجحة كيف أن القاسم المشترك بينها هو الإرادة التي لا تضعف، والإصرار على مواصلة المشوار مهما كانت المعوقات. هناك أشخاص هوايتهم محاربة النجاح، يتركون كل مشاغلهم من أجل أن يتفرغوا لمحاربة الناجحين، وكأن النجاح مخزون يكفي لعدد محدود من الأشخاص، بينما هو متاح للكل والقمة ليست مدببة، بل مسطحة وتتسع للكثيرين. اجعل من ضوضاء هؤلاء محفزاً لمواصلة الطريق، وتأكد أن كل الذين يحاولون تحجيم طموحاتك سوف تجدهم في الصفوف الأولى لتهنئتك بالنجاحات التي تحققها. إنهم أضعف من أن يكون لهم موقف، بل هم يعيشون على الهامش ويتقربون من الكبار. التوازن والتدرج في الوصول إلى الأهداف، يمنحان الشخص مناعة ضد التقلبات. والاستمرارية شرط أساس لتحقيق إنجازات كبيرة. ويخطىء من يحصر النجاح في الجانب المادي فقط، بل العكس، فالنجاح الذي يقوم على تجاهل الجوانب الأخرى في الحياة هو تشويه للصورة، ويتحول إلى معاناة وتأنيب الضمير. نحن نستحق النجاح إذا عرفنا إمكاناتنا وعملنا على تطويرها، وأسعدنا من حولنا، ومنحنا من نحب الاهتمام الكافي. النجاح له أكثر من صورة، لكن معدنه واحد.. ومهما اختلفت أشكاله، تظل قيمه ثابتة تتمثل في الحب والعطاء والتسامح اليوم الثامن: ما الفائدة من الوصول إلى خط النهاية.. بعد أن يكون الحكم والجمهور قد غادروا القاعة؟!.