همسة اعتذار

محمد فهد الحارثي
أعترف لك بأخطائي، وأقدم لك اعتذاري. كل شيء له وجهان. والجانب الإيجابي في تجربتي هذه أنني تعلمت كم أنا محظوظ بك، واكتشفت كم معدنك أصيل ونبلك عميق. أعرف أن اعتذاري قليل في حقك، ولكن ما يشفع لي أنها من قلب محب وصادق. حينما أعتذر فأنا أكون أقرب إليك، وأكثر تصالحاً مع نفسي. لماذا يشعر الرجل الشرقي بأنه إذا اعتذر عن أخطائه فقد شيئاً من رجولته. وأن كبرياءه يمنعه من الاعتراف بأخطائه؟. لماذا نحن متناقضون نقول ما لانفعل، وندعي عكس ما نعتقد؟. الاعتذار الصادق يسمو بالرجولة إلى معناها الحقيقي والعميق. الأخطاء تقع والتجاوزات تحدث. لكنني أدرك أنك وحدك من يحتضنني في وقت الصعاب. وأن الأوفياء هم من نتعلم منهم قيمة الحب ومعنى النقاء. كل خطوة أمضيتها بعيداً عنك جعلتني إليك أقرب. كل قصة تحدث لي بعيداً تكشف لي كم أنت عطاء مختلف، وحنان لا ينضب. مشكلتنا أننا نتجاهل الأشياء متى ما كانت مضمونة. ونعدّها حقاً مكتسباً. وننظر إلى الأشياء البعيدة وكأنها تحدٍ لأثبات القدرة على الوصول. نكتشف لاحقاً أن ما نحتاجه بالفعل هو الذي بين أيدينا، وأننا نطارد الوهم ونخسر الحقيقة. راجعت نفسي كثيراً وجدت أنك تعطين ولاتنتظرين المقابل، تتحملين وتتجاوزين كالكبار الذين يتغاضون عن الصغائر. تصنعين التفاؤل أينما كنت وتكونين حمامة سلام لكل من حولك. راقية في أخلاقك، كريمة في معدنك، نقية في جوهرك. يالكرم القدر كونك في حياتي. كل منعطف نتعلم منه ونصبح أقوى وأمتن. تمر حياتي في مسارات، وربما تأخذني إلى محطات، لكنني لا أقلق.. فوجودك في حياتي مصدر أمان؛ فالغيوم مهما تلبدت تزول بمجرد أن تشرق الشمس بشعاعها. وأنت شمس في حياتي لا تغيب، وقدر يرسم لي المستقبل الذي أريد اليوم الثامن: الاعتذار لا يعني الماضي فقط بل الأهم هو الالتزام بالمستقبل