همس امرأة

محمد فهد الحارثي
أريد منك الكلمة الطيبة. لاتشغلني الأشياء الأخرى. كل القضايا الأخرى مكملات، ولكن المشاعر الحقيقية وترجمتها بكلمات صادقة هو الأهم. لا أنتظر منك الوعود والهدايا. أريد منك أن تدرك أحاسيسي وتتعامل برفق مع مشاعري. لو تعلم كيف لكلمة واحدة منك أن تحيل يومي إلى فرح وبهجة، ولمسة حانية منك تختطفني من كل هواجسي وهمومي. الإنسان حينما يعشق تصبح متطلباته أبسط مما نتخيل. ينحصر عالمه في محور شخص واحد، وأنا اختصرت عالمي في شخصك. لم يعد هذا العالم يعنيني. قضيتي الأولى أنت، وأتمنى رضاك وأبحث عن سعادتك لأنك عالمي الوحيد، فكل كلمة منك تعني لي الكثير. تجرحني الكلمة منك لو كانت جافة قليلاً، و تؤرقني النظرة منك لو كانت فقط عابرة. مساحة عالمي تنتهي عند حدود أطرافك، فما يشغلني هو أنت. لقد كنت البوابة التي فتحت لي طريق السعادة. بحضورك رسمت أجمل فصول حياتي. لقد ابتدأت طفولتي مع إطلالتك وما زالت. وأستغرب لماذا إذا مشيت بعيداً عندك ولو خطوات قليلة، أكتشف أن خطواتي خدعتني وأنها كانت تهرول إليك. كل الأمور في هذه الحياة نسبية. والأشياء مهما كانت غالية، تنتهي قيمتها بمجرد امتلاكها. ولكن المشاعر الحقيقية والأحاسيس الصادقة هي الرهان الذي يستحق التضحية. أحتاجك شريكاً في حياتي تشاركني تفاصيلها وتقلباتها. أحتاجك مملكة حانية لأكون عاصمتها، أحتاجك قصيدة رومانسية لأكون كلماتها. مهما كانت كلماتك، ومهما بعدت مسافاتك فأنت جزء من ذاتي. أنت بالنسبة لي طفلي الصغير الذي لن يكبر، وحبي لك رصيد لم يتأثر. أريد أن أهديك السعادة فاعطني المساحة، أريد أن أرد لك بعض الفرح، فرصيدك محيط لا ينضب اليوم الثامن: لماذا نعقد الأمور وهي سهلة ونتباعد باجتهادات خاطئة... بينما الكلمة الطيبة مفتاح للسعادة وهي أزهد الأشياء وأغلاها قيمة.