كيف أكون متفائلاً ؟

الدكتورة مايا الهواري
د. مايا الهواري
د. مايا الهواري

التّفكير الإيجابيّ هو طريقة يستخدمها الإنسان ليعزّز فيها تفاؤله بنفسه، حتّى يتخطّى ما يتعرّض له من صعوبات خلال مسيرة حياته الأسريّة والمهنيّة والاجتماعيّة وعلى جميع الأصعدة، مبتعداً عن السّلبيّة المدمّرة لكلّ شيء.

لكي يكون الإنسان إيجابيّاً متمتّعاً بشعور إيجابيّ وتفكير إيجابيّ كذلك، لا بدّ له أن يمتلك نوعاً من الحماسة الّتي تكون مصدراً لأمر يحبّه المرء ويرغب بتحقيقه، ويدفعه شغفه به لتحدّي كلّ المعوّقات النّفسية الّتي تقف حاجزاً أمام ذلك، إضافة لمجاهدة النّفس ومنافستها لذاتها قبل منافسة الآخرين، وتحديّهم أنّها تمتلك المقدرة على التّغيير نحو الأفضل، رغم ما يعتلي هذا التّغيير من صعوبات، للخروج من النّمطيّة والرّوتين الّذي يسود حياته، علماً أنّه دائماً في بداية طريق التّغيير سيُصاب الإنسان بالتّعب والوهن، ولكن تدريجيّاً ستتولّد الحماسة داخله، وسيتغلّب على ضعفه، وسيعلم أنّ التّغيير كان دافعاً لعمل شيء جديد لم يفعله سابقاً، وسيشعر بالسّعادة بتجربة ثانية، وهذا كلّه ينصبّ في إطار التّحسين والتّطوير المهنيّ، فمثلاً التّفكير الإيجابيّ مع سلوك إيجابيّ هو شعور إيجابيّ، كذلك يؤدّي للتّحسين، فالحماسة تساعد في الوصول للتّفكير الإيجابيّ، وهذا هو السّبب الأوّل، أمّا السّبب الثّاني فهو إيمان المرء بنفسه، والّذي يُعدّ عاملاً أساسيّاً للحماسة، فالإيمان بالنّفس وقدرتها في الوصول لأهدافها رغم ما يحيط بها من صعوبات وإحباطات تصدر عمّن حولها، الّذين ينثرون المستحيلات في محيطها إلّا أنّ الإيمان الدّاخليّ بالنّفس سيبدّد كل ذلك وسيجعل من هذه الإحباطات بذوراً للإيجابيّة، تنمو وتكبر ليصبح الإنسان شخصاً آخر، يمتلك مقوّمات النّجاح والتّفاؤل.

هناك عدّة طرق لتعزيز الإيجابيّة، كالرّضا والامتنان لكلّ ما يملكه الإنسان في هذه الحياة، فامتلاكه لعمل يكون مصدر رزقه، ومنزل يسكنه آمناً، وسرير يوفّر له الراحة، وطعامٍ يمدّه بالطّاقة والصّحة الجيّدة، وما إن امتلك ذلك فقد امتلك الدّنيا، فالشّكر والرّضا لله أوّلاً ثمّ شكر الإنسان لأخيه الإنسان، إضافة لوجود عاملٍ مهمّ ليكون المرء إيجابيّاً هو امتلاكه لابتسامة جميلة تكون باباً للقلوب المغلقة، وطريقاً لدخولها، لما لها من الأثر العظيم في النّفوس، وقد قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام في فضل الابتسامة: (تبسّمك في وجه أخيك صدقة) وذلك لعظيم أجرها.

فكن يا أيّها الإنسان إيجابيّاً ما استطعت، حتى تمتلك قوّة وقدرة على تغيير السّلبيّة الّتي من شأنها التّدمير.