مرّت من هنا 

جيهان كندي
جيهان الكندي
جيهان الكندي

يبدو أنه تعسف ضد طبيعة ما. 
هل يمكن وضع يافطة (توقف) في مجرى نهر؟
 
يجري بالفطرة لهدف، يعلم أين يصب، مهما كلفه الأمر 
حتى لو أصبح عاصياً. 
 أي تدخل يعد تعدياً وتشويهاً، لمشهد به محتوى وقيمة. 

هكذا...
حين تكون الأنثى نهراً عاصياً؛ تفيض من حيث تجف.
تجري حتى في زمن الركود.
نبعها صافٍ. شفافة ترى صدفاتها.. عذبة لا يكدرها قذف الحصوات. 
تجري حيث الهدف لا توقفها يافطة ولا يبدل مجراها صخر أو حجر. 
حتى إن واجهت مفترق طرق تظل تجري حتى ترمي بأمواجها في بحور الله، ملاذاً وطوعاً...
 لتجري من جديد بفروعها (كصدقة جارية) لا تنتهي.

وهكذا...
حال كل أنثى كانت أشبه بعروس فاض منها البياض طرحة.
 ولُبها غض وردي، تمنّعت وهي تريد... وفاتها قطار الحياة. عقدت شيب (بنات أفكارها). وأحلامها أصبحت من القواعد اللاتي لا يرجون شيئاً.

يتثنى كل شيء بها غضباً وثورة.
دواخلها تمتد إلى أقصى مداها وتعود -جزراً- بموجٍ يرتطم بمرفأ، يقف عليه الأمل "منارة".
تقسو بعد لين وتسد كل فجوة في سبيل الحصول على فرصة. 
فرصة الركض بمضمار حياتها وخط نهاية لا ينتهي عند عمر معين... بلا سن يأس بلا قلة حيلة وبأس.
أنثى صالحة لكل زمان ومكان.
تحت قدميها الجنان.