ستستغرب لماذا أدعوك بالمُحدث وأنت لست حديث نعمة ولا تمتلك أموالاً طائلة أمطرتها عليك السماء عصر يوم أمس!!
أدعوك يا عزيزي بهذا اللقب لأننا لاحظنا عليك مؤخراً أنك تتباهى باكتسابك أخلاقاً ذميمة جديدة علينا، وتبالغ في إشهارك لها في كل موقف أو مشهد أو حتى حديث سلمي عابر، مؤكداً في كل مرة أن أخلاقك الذميمة تلك لم تحصل عليها بمحض المصادفة بل بعد حرب دامية مع الحياة ودروسها التي جعلتك أكثر نضجاً بالتعامل!!!
ماذا دهاك لماذا أصبحت كمن اكتسب نعمة فأصابته لعنة الحداثة؟!
ومن قال لك أصلاً إن تلك الصفات هي نعمة عليك أو على غيرك؟!!
في الأمس تفاجأنا أنك تطالب المجتمع بتقبلك، وتناشد الطبيعة البشرية السوية بفتح ذراعيها لك واحتوائك!!
كيف تطالب بهذا وأنت لا تتقبل ولا تحتمل من هو مختلف عنك؟، وإذا حدث وصارحك أحدنا بحقيقتك تحاربه وتضعه ضمن قائمة أعدائك!!
ولتبرر حقك استحدثت قاموساً يعرّف الصفات وردود الأفعال بشكل يتناسب معك.
فمثلاً:
الوقاحة في الحديث وفضح أسرار الآخرين "صراحة".
التجريح وانتقاء الكلمات المؤذية والمحبطة لغيرك "عفوية".
الصراخ والتفوه بكلمات السب والشتم "قوة".
التعدي والظلم دفاع والطريقة الوحيدة لأخذ الحق والباطل معاً.
مخالفة رأي المختصين "ثقافة وعلم عميق"، وفرض رأيك حتى ولو كان ليس ملكك بل سلبته من غيرك ونسبته لك "شجاعة".
اللطافة واللين والاحترام بالقول أو الفعل "جبن".
كيف سمحت لنفسك أن تحول كل ما هو حسن إلى قبيح وتحاول فرضه علينا بهذه البساطة؟
أتعلم ما هو الأسوأ في كل ما ذكرته لك؟!
أنك شديد التناقض ولا تتقبل مطلقاً غيرك كما تود أن يفعل هو، فأنت لا تسمح بأن يمارس عليك أحدهم هذه الصفات تحت المسميات التي وضعتها بنفسك، فكيف لنا أن نصدقك ونتعامل معك ببساطة.
قل لي من فضلك ماذا تنتظر منا وما هو الشيء الذي يرضيك؟!
هل ترغب بأن ينفر منك الجميع وأن يصبح النقاش معك عمل شاق نتفاداه؟!
أم أنك تود أن يجاملك المارون في كل يوم ويرمون الحجارة عليك في نفوسهم ويتأففون من لقائك!!
هل سئمت من محبة الناس التي كانت تملأ حياتك وتسعى إلى العزلة؟!
إذا كان جوابك لنفسك ـ لا ـ فعليك أن تعود من طريقك الخاطئ في أسرع وقت.