نحن أشخاص نتنفس ونعيش، ننام ونصحى.. وذلك مرتبط بالأرقام ارتباطاً كلياً، فمثلاً حينما تتألم يسألك طبيبك عن مستوى الألم لتحدده من واحد إلى عشرة!
وبعدها لن يتوقف سيستمر بذكر الأرقام أمامك، كتناول حبتين عند الإفطار، واستمر بالعلاج لمدة سبعة أيام وهكذا حتى تغادر!
أيضاً عاداتنا التي نود أن نكتسبها تحتاج منا إلى عدد محدد من الأيام، ألم تسمعوا يوماً عن القاعدة التي تقول يمكنك أن تكتسب أو تتخلص من أي عادة إذا مارست فعلاً معيناً لمدة واحد وعشرين يوماً؟!
أيضاً في القدم كنا نعبر عن مقدار الحب في القلب بعدد ذرات الرمال، والاشتياق بأعداد النجوم في السماء، وكان للكاذب عدد معين من الأكاذيب يقاس بعدد شعر رأسه.
أما الأطفال فيعبرون عن حبهم بأعداد الحلوى الملونة، والغني يقدر ثروته بعدد الأصفار التي ترافق حساباته، الانتظار بعدد الدقائق والساعات، والمقال بعدد الأحرف، رسائلنا النصية قد يتجاهلها البعض إن زادت في عدد كلماتها، على الرغم من أنها قد تكون مهمة، نتخلص من أوزاننا الزائدة بعدد سعرات أقل، مراحل أعمارنا تحسب بأرقام السنين، ونجاحاتنا بأعداد الشهادات التي حصلنا عليها، وقيمة الإنسان بعدد ممتلكاته، والشهرة بعدد المعجبين أو حتى المتابعين من دون إعجاب!
الوقت والأرقام هي ما ندور حولها طوال الوقت، والسؤال الذي لانكف عن تكراره يبدأ بكلمة "كم"!! حتى ضاعت منا كلمة "كيف" ولم نعد نستشعر معناها وأهميتها؟!