توازياً مع الحب تأتي "العطور" بالتأثير ذاته في هذه الحياة.. لهم الإضافة والأثر نفسهما.. هناك مثل إيطالي يقول: الحب والعطر لا يختبئان..
حب يبقى، كعطرٍ عالي التركيز تملأ رائحته خزانتك كلما فتحتها، وكأنه رُش للتو.
يبقى مهما قست الظروف وحكم الزمان، يمتد بامتداد السماء.. موجود بديهياً مثل الجبل والشجر والبحر..
وهناك حب جميل البدايات، بعدها لا تجد له أثراً، كعطرٍ مقلّد يكون في أوّجه عند أول رشة، ومن ثم يبرد حد الاختفاء.. "العبرة في النهايات".
هناك حب استمر لعمر، لكنه بلا معنى، أصحابه لم يروا أفعالاً تدل عليه، كزجاجة عطر كبيرة وفارغة من الداخل... تأخذ حيزاٌ أمام المرآه بلا فائدة.
وهناك حب اشتعل فتيله للتو، أمتلأ كأسه في فتره بسيطة مثل (تولة) دهن عود "كمبودي" عالية التركيز، القليل منها يبقى لساعات ويفيض.
بعض البشر "طاريهم" يشبه العطر الجميل؛ مهما كانت تأسرك رائحته، الا أنك لا تبتاعه، لك معه سابقة، ويذكرك فقط بالمواقف المؤلمة.
الحب والعطر فن وذوق، يشيان بأصحابهم؛ ما بين صارخ وهادئ، منعش ومزعج
خاص ومشترك، غالي ورخيص الخ..
أبحث فيهم عن المميز الذي لا يشبه أحداً ولا تجده عند أحد، كأنه وُجد لأجلك.
أعني "الحب... وعطرك".
من لم يستمع لكلمات أغنية "نفح باريس" هذه دعوة لك.. كلماتها جميلة بغرابة ألفاظها، رافقتني كأوركسترا خلال الكتابة وكانت ملهمة باحتراف..
تحية بعبق "شانيل" لمغنيها وكاتبها..