لا يزعجونك هؤلاء الانتهازيون. ضوضاء عالية ونهاية سريعة. لا يشغلونك فالألوان الفاقعة عابرة، حتى وإن بدت مثيرة. ما يدوم هو الحقيقي، ماعدا ذلك يمضي للهامش حتى ولو بعد حين. كثيرون هم الذين أثاروا الأضواء....
قليلون فقط الذين وصل شعاع ضيائهم إلى من حولهم. الانتهازي شخص مريض من داخله، ضعيف في قناعاته. يسعى دائماً للاقتناص، ويبرر لنفسه حتى يخفي عيوبه.. مشكلته في اعتقاده بأنه أذكى من الآخرين، بينما كثير ممن حوله يشفقون عليه. يعتقد أنه يبهرهم بما يحققه، وهو من داخله شخص مهزوم غير واثق من نفسه. حينما تبتلى في حياتك بأشخاص انتهازيين، فهي فرصة لك لترى الجانب الآخر من الأشخاص المتناقضين.
يحكون عن الفضيلة ويمارسون عكسها، يدّعون المعرفة وهم أبعد شيء عنها. يختطفون إنجازات غيرهم ليجيّروها لأنفسهم. يستغلون طيبة الآخرين ليحققوا مكاسبهم. ما أسوأ هؤلاء.. قلوبهم من حجر وكلماتهم من عسل. يخدشون المعنى الحقيقي للإنسان.. يلوثون الصور الجميلة في حياتنا.. هم لا يشوهون شخوصهم في نظرنا فقط.. بل يحرموننا من براءة وتلقائية الثقة في الآخرين. لا ندّعي أننا ملائكة، فكل شخص فيه شيء من الانتهازية. لكن القيم والأخلاق تلجم الغرائز السلبية. فهذا الذي يصنع الفرق بين الإنسان وغيره. بينما الانتهازي يبرر لنفسه كل شيء.
ويعيش في كل الصور، سواء كان في مركز كبير أو صغير لا فرق. فمعدن الانتهازي واحد وطبعه هو الذي يغلب. لأنه مجرد من المبادئ، ويتلون حسب مصلحته الشخصية فقط. ويرسم لنفسه صورة رائعة، وهي بالفعل تبدو رائعة إلا أنها مزيفة. لا تسمح لهؤلاء الانتهازيين بهز قناعاتك. نعم. الصور تبدو مقلوبة والحقائق تكون مشوشة.. حالة مؤقتة. ولا يصح إلا الصحيح. التجربة مع الانتهازي تمنحك مناعة وخبرة في التعامل مع هذه النوعيات. وفي الوقت نفسه تقوي قناعاتك بأنك أرقى وأنقى. فالحياة في نهاية المطاف تمنح جائزتها لمن يستحق.
اليوم الثامن:
كلما قابلت شخصاً انتهازياً تحسست أطرافي وأصابعي
واكتشفت الحقيقة التي لا تتغير
البون الشاسع بين نوعيات البشر