ما زالت قصة الخاطفة مريم، والتي أُطلق عليها خاطفة الدمام تثير الكثير من علامات الاستفهام، وتخفي العديد من الألغاز والأسرار، فرغم عودة كل من المخطوفين الثلاثة: العماري، والخنيزي، والقرادي إلى أسرهم إلا أنّ التحقيقات كشفت بأنّ الخاطفة مريم قامت بخطف أطفال آخرين، وبمساعدة من إحدى قريباتها.
وكان الكاتب الصحفي أبو طلال الحمراني، المتخصص في الشؤون الأمنية والذي قد تابع هذه القضية منذ بدايتها واستطاع أن يكشف الكثير من أسرارها قد طرح ومن خلال حسابه الرسمي على تويتر سؤالًا مفاده: لماذا كانت "مريم" تستهدف المستشفيات تحديدًا؟
ليكون الجواب صادمًا ومخيفًا في الوقت ذاته، حيث تبين أنّ المتهمة "مريم" كانت تعمل في المجال الصحي في السابق، وتحديدًا عندما أقدمت على خطف "الخنيزي والعماري والقرادي"، ثم قامت بالاستقالة، كما تبين أنّ إحدى قريباتها تعمل معها وهي أيضًا متهمة بالمشاركة بعمليات الخطف.
وبين "الحمراني" أنّ "مريم" كانت تستخدم هوية قديمة ملغية لوظيفتها في القطاع الصحي، بالإضافة إلى استخدامها لزي الممرضات لتنفيذ عملياتها المشبوهة، ولذلك فهي تملك خبرة في مجال الطبابة لاحتكاكها السابق بالكادر الطبي وليست متخصصة.
تجدر الإشارة إلى أنه وبعد انتشار قصة خاطفة الدمام ظهرت سيدة مصرية تدعى أم رحمة تقيم في مدينة الدمام تعرفت على "مريم" وأكدت أنها من خطفت أطفالها التوأم "ولد وبنت" من مستشفى الدمام قبل 19 سنة.
وكانت السيدة المصرية المقيمة منذ 23 سنة في الدمام بينت ومن خلال اتصال هاتفي مع الحمراني أنه في سنة 2001 دخلت المستشفى وهي حامل بتوأمها بالشهر السابع بسبب الضغط وليس للولادة ولم يكن قد أتى موعد ولادتها بعد، وأكدت أنها خدعت من قبل "مريم" وممرضة أخرى بإدخالها إلى إحدى غرف الملاحظة وإعطائها إبرة "الطلق" في محاولة لتوليدها مبكرًا، وبعد ساعة دخلت بحالة مخاض شديد بسبب الإبرة وبدأت "مريم" وشريكتها الممرضة بمحاولة توليدها إلا أنّ طبيبة سودانية أنقذتها، وقامت بطردهما ونقلتها إلى غرفة العمليات، وبالفعل ولدت "أم رحمة" الطفلين، وبعد وضعها في الجناح دخلت عليها "مريم" تحمل معها علبة بلاستيكية وأخذت المشيمة وسط استغراب "أم رحمة" التي تستذكر الموقف، وعند سؤالها عن السبب أخبرتها مريم بأنهم سيخضعونها للفحص.
وقد تم وضع التوأم بسبب ولادتهما قبل موعدهما في رعاية الأطفال الخدج.
وبعد أسبوع تم إبلاغها بأنّ الولد توفي أما البنت فهي بصحة جيدة، وبعد إرضاعها طفلتها لأكثر من شهر ونصف في عناية "الخدج" تم إبلاغها مرة أخرى بأنّ البنت توفيت هي الأخرى مما تسبب بانهيار الأم وزاد من معاناتها عندما رفضت المستشفى رؤيتها للجثة كما حصل مع جثة الطفل الأول مما دفعها للشك بالممرضتين ورفضت مغادرة الدمام إلى أن تجد طفليها وتعرف الحقيقة.
ومن المقرر أن تتقدم السيدة المصرية بكتاب إلى النيابة العامة توجه به اتهامها لـ"مريم" بعد أن تأكدت من أنها من تبحث عنها، وستدلي كذلك ببيانات الممرضة أو المتنكرة الأخرى لمعرفة مصير أطفالها.