أجمل اللحظات هي التي نعيشها وليس التي ننتظرها. العمر هو الأيام التي نعيشها بخياراتنا، وليس كما ينتظرها أو يتوقعها الآخرون منا. التباين بين ما نريد وما نعيش يجعلنا نجسد ازداوجية قاسية في حياتنا، فلم نعش ما اخترنا، ولم نرد ما اختاروه لنا. وهذه مثل كرة الثلج تبدأ صغيرة، ولكنها تكبر فيصبح البون شاسعاً بين الأصل والصورة. ويذبل وهج الحياة وتصبح الملامح مرتبكة.
والغريب أننا نتعامل مع هذا الواقع كأمر طبيعي، ونتقبل هذا الوضع ولم نعد نطرح أسئلة، بل نتماهى معه، ويصبح جزءاً من نجاحنا أو ذكائنا في الحياة حسب تعريفنا.
الأشخاص الذين يعيشون حياتهم كما هو مطلوب منهم، تصبح حياتهم مبرمجة تفتقد فردانية الاختلاف والتميز وجنون التمرد ومغامرة الاكتشاف. تفتقد الحياة أهم ميزة لها وهي طبيعة الأشياء. جمال الأشياء في تنوعها وتباينها. تخيل الحياة ليل سرمدي أو نهار أبدي، تصبح مملة وكئيبة. ولذلك هناك فصول أربعة وبحر ويابسة وصحو وغائم وهذه التباينات ببساطة هي الحياة.
الخطوة الأولى في صنع السعادة هي أن تكون ذاتك. وربما هي قدرتك في تقليل الفارق بين الصورة الخارجية والداخلية. هذه الخطوة تجعلنا أكثر قدرة على الاستمتاع بلحظاتنا، وأن نعيشها بحقيقتها وليس بصورها المزيفة. من أصعب الأشياء بعد أن يقضي الإنسان مشواراً طويلاً في حياته يكتشف أنه لم يعش حياته التي يريد، وأن السنين التي رحلت هي تأدية أدوار، والالتزام بأشكال وقوالب محددة. وقد يسأل نفسه أين حياتي إذاً؟ وكيف مضى العمر كعابر طريق من دون أن أقف في محطاتها لاحتضن لحظاتها وجمالها؟.
ما يميز الناجحين والمبدعين أنهم في لحظة ما انحازوا لأنفسهم أي لخياراتهم. وتحملوا القرار بشجاعة، وتقبلوا النتائج مسبقاً. هي في نهاية الأمر شجاعة وثقة. وهذا ما يصنع الفرق بين شخص وآخر. فكلما اقترب الإنسان من ذاته، كان حضوره أقرب، وكانت بصمته في الحياة مختلفة وواضحة المعالم..
اليوم الثامن:
الحياة إما أن تكون انعكاساً حقيقياً لشخصيتنا وخياراتنا
وإما هي عمر مسروق
ورقم يضاف فقط في الأوراق الرسمية