سوف تتوفر في بعض البلدان فحوص للكشف عن فيروس كورونا أو كوفيد- 19، يُقال عنها "المستضدات"، والتي تجعل من الممكن الحصول على النتيجة خلال أقل من 30 دقيقة. ولكن هذه الفحوص ليست متاحة للجميع، فمن يمكنه الاستفادة منها؟ وما مدى موثوقيتها؟
ما إن أطلّ فصل الخريف حتى بدأت أعداد المصابين بفيروس كورونا بالارتفاع، وفي معظم أنحاء العالم، خصوصاً البلدان الباردة. لذا، فمن الضروري أكثر من ذي قبل إجراء فحوص أفضل وأكثر. وقد أوضحت دومينيك لو غولوديك، رئيسة كلية الهيئة العليا للصحة في فرنسا، أثناء مؤتمر صحفي، أنّ "الهدف هو فحص المزيد من الأشخاص بسرعة أكبر"، بحسب "توب سانتيه".
والفحوص الجديدة يمكن إجراؤها في الصيدليات، وفي نفس الوقت مع الأطباء والممرضات. علينا أن نذكر أن الهدف الرئيسي لهذه الفحوص هو إمكانية إجرائها خارج المختبرات، وتضمن الحصول على النتيجة بسرعة. لذلك، فإنَّ نشرها مهم في المناطق التي تكون فيها فترة الوصول إلى فحوصات PCR المعيارية طويلة جداً.
ما الفارق بين فحص المستضدات وفحص الـ PCR؟
مثل فحص الـ PCR المعياري، يتم إجراء هذه الفحوص الجديدة الأسرع والأكثر فعالية؛ عن طريق أخذ عينة من الأنف بواسطة مسحة. والفرق بينها أن هذه الفحوص الجديدة أسرع وتجعل من الممكن الحصول على النتائج في أقل من 30 دقيقة، مثل اختبارات الحمل.
وفي حين أن فحوص الـ PCR تبحث عن الحمض النووي الريبي للفيروس، فإنَّ فحوص المستضدات تبحث، كما يشير اسمها، إلى المستضد الموجود على سطح الفيروس.
يتم مزج الجزيئيات التي يتم جمعها من أسفل أو عمق الأنف مع عامل نشط كاشف يتم ترسيبه على الشريط. ويسمح تغير اللون بتحديد ما إذا كان الشخص مصاباً بفيروس كوفيد- 19 أم لا بشكل سريع. وبالتالي فإنَّ قراءة النتيجة ستكون أسرع.
والهدف هو فحص الأشخاص في دور رعاية المسنين، بمن فيهم طاقم التمريض الذين لا تظهر عليهم الأعراض؛ من أجل تفادي أن ينقلوا العدوى إلى المقيمين في تلك الدور.
فحص المستضد: لمن هو؟
حيث إن فحوص المستضدات هذه أقل موثوقية من فحوص الـPCR المعيارية، فإنها يجب أن تقتصر على الأشخاص الأقل عرضة لخطر الإصابة بالمرض، وأولئك الأقل عرضة إلى تطور الشكل الخطير من المرض.
فإنَّ تلك الفحوص ستكون مخصصة "للأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض"، ويُستثنى الأشخاص المخالطين أو الأشخاص الذين تمَّ اكتشافهم ضمن البؤر والأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض. وبالنسبة إلى هذه المجموعة الأخيرة يجب أن يستوفي الشخص شروط الأهلية التالية للخضوع إلى الفحص، بحسب السلطات الفرنسية:
• الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أقل، ولا يشكلون خطر الإصابة بالشكل الخطير من فيروس كوفيد – 19.
• في الحالات التي لا يمكن فيها الحصول على نتيجة الفحص المعياري PCR (الحمض النووي الريبي للفيروس) لاكتشاف فيروس سارس – كوف – 2 SARS-COV- 2 خلال 48 ساعة.
• يتمّ إجراء فحص المستضد خلال 4 أيام أو أقل منذ بداية الأعراض.
بالإضافة إلى ذلك، فقد صرح ممثلو الدولة بإجراء عمليات فحص واسعة النطاق تستهدف السكان، وقد تغطي هذه العمليات السكان الذين يعيشون أو يدرسون أو يعملون في مناطق محددة، والتي يمكن أن تعزز انتقال الفيروس بين أعداد كبيرة من الأشخاص (في الجامعات مثلاً أو المسالخ أو غير ذلك). وهنا أيضاً، فإنَّ الهدف هو القضاء على البؤر.
- ينبغي ملاحظة أنه إذا توجب إجراء الفحص خلال الأيام الأربعة الأولى بعد ظهور الأعراض (وليس خلال الأيام السبعة الأولى كما هي الحال بالنسبة إلى فحوص PCR المعيارية)، فذلك لأنه خلال هذه الفترة ستكون الفحوص أكثر كفاءة (سيكون حمل الفيروس هو الأعلى).
- ينبغي أيضاً ملاحظة أنه إذا تمَّ إقصاء الأشخاص الأكثر عرضة، فذلك لأنَّ هذا الاختبار قد يظهر نتائج سلبية كاذبة في حوالي نسبة 20 في المائة من الحالات.
تابعي المزيد: نقص فيتامين دي ومخاطر الإصابة والوفاة من كورونا وفق دراسات علمية
فحوص المستضدات: ما مدى دقة نتائجها؟
هذه الفحوص أقل حساسية (80 في المائة) من فحوص الـ PCR المعيارية، وهذا يعني أنَّ الأشخاص قد يعتقدون أن فحوصهم سلبية بشكل خاطئ (سلبي كاذب). ومع ذلك، تفضل الهيئة العليا للصحة الفرنسية استخدام هذه الفحوص بسبب سرعة الحصول على نتائجها؛ من أجل الحدّ من تقدم الفيروس. وإضافة إلى ذلك، فإنَّ خصوصيتها عالية (99 في المائة)، أو 1 في المائة من الإيجابيات الخاطئة)؛ أي بعبارة أخرى أنه إذا كان الفحص إيجابياً؛ فسوف تكون موثوقيته 99 في المائة.
تابعي المزيد: مخاطر صحية بسبب تأخر الدورة الشهرية
