لن أحزن حتى لو قررت المواعيد أن أغادر. ماذا أريد أكثر؟. هذه الحياة بكل مباهجها كانت ومازالت لي. وهذا الفرح كان رفيقي في رحلتي. وذاك التاريخ من أجمل وأرق ما ترسمه الخيالات كان جزءاً من فضاء عالمي. ماذا أريد أكثر؟.
كل الأشياء، التي تموج بها الحياة هي مجرد أشياء تعبئة لوقت ضائع. ماعاد هناك شيء يستحق الركض من أجله. أصبحت الأشياء ترف وقت، واستحواذ مساحات. لحظة تأمل وسكينة أهم من كل الأصوات العالية. هي مجرد ضجيج بينما ما تشعر به في الداخل هو الحقيقة.
كل يوم في حياتي عشته للحد الأقصى. خياراتي كانت هي التي تحدد مساري. تصالحت مع الحياة منذ الخطوات الأولى. قررت ألا أهتم بالحصول على كل شيء فأعطتني كل ما أريد. تعاملت معها كورقة خاسرة فربحتها. هكذا بمنتهى البساطة الكروت التي تتعامل معها على أنها خاسرة هي التي تصنع الفرق. كانت المسافات أمامي متاحة بمداها الشاسع، اخترت ما أحتاجه وتغافلت عن الباقي. قررت أن أمارس دور القاضي والمدعي والرقيب. فتوازنت في كل اختياراتي. وصفة جعلت كل النهايات المثيرة بالنسبة لي هي مجرد محطات مختلفة.
كل الألوان الجاذبة، أنظر إلى ما تحت سطحها فأكتشف وهم الآخرين وسر الأضواء الفاقعة وتجاوزت بقناعة. آمنت أن الحياة وهبتني أكثر مما أستحق فما عادت تعنيني الخسارات، لم تكن خسارات، هي مجرد إضافات خلصتني منها الحياة ووهبتني الأجمل. قراراتي اتخذتها في مسار حياتي ومتصالح معها، يقولون تستحق الأكثر ويفترض ويفترض.. وشوشة في هامش الوقت. لم تكن همّي ولن تكون. ماذا تفرق؟. لن يكون اليوم أكثر من زمنه، ولن نستطيع أن نغير الأسبوع أكثر من سبعة أيام. دعهم فما في الجوهر أهم وأعظم. وما الحياة إلا رحلة معروفة نهايتها، لكننا نستطيع أن نصنع منها قصة تستحق العيش من أجلها.
اليوم الثامن:
لم أدخل مضمار الركض في المنافسات
ليس لأنني أقل أو أفضل
بل لأنني اكتشفت السر في مسار الرحلة، وليس في سرعة الركض.