لزيارة المعارض الفنية أجواءٌ مميزة تجذب محبيها إليها باستمرار، لكنها كغيرها من الفعاليات الحيّة; تأثرت بقوة بجائحة كوفيد 19 وإجراءات التباعد الاجتماعي، التي فرضت أساليب جديدة لمختلف نواحي الحياة، ومنها إقامة المعارض الإفتراضية، كأحدث المعارض التي يطلقها رواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي، والذي يحمل اسم "ليس من، في، على، أو إلى الخط"، وكلّ ما سيحتاجه الزائرون هواتفهم الذكية، ورابط الموقع الإلكتروني الخاص برواق الفن، للتجول إفتراضياً في أروقة المعرض الذي يضم 4 تكليفات جديدة لفنانين مبدعين، إضافة إلى 14 عملاً فنياً، من 20 يناير وحتى 10 يوليو 2021، إذ يبرز المعرض مفهوماً جديداً للفن المعاصر.
فنانون يعبرون عن ذواتهم بالتكنولوجيا
كما أشرنا في البداية، يضم المعرض أعمالاً رقمية الأصل، تتكون من مجموعة مختارة من التكليفات الجديدة والأعمال الفنية لفنانين يستخدمون التكنولوجيا للتعبير عن الذات، ليستعرضوا من خلالها القيود والحريات التي توفرها التكنولوجيا، وعن التكليفات الأربعة الجديدة، تستخدم الفنانة ساو فاي، في العمل الأول، الواقع المعزز لإنشاء صديق وهمي ليتفاعل مع ابنها في الواقع، فيما تواصل لي بلالوك سلسلة "يوميات سايبورغ" بجلب الشخصية الهجينة بين الإنسان والآلة إلى زمن كوفيد-19.
منحوتات من متحف في واقع بديل
في حين تستكشف آدي واغنيكت برنامجاً تعليمياً حول الماكياج عبر منصة اليوتيوب لتستخدمه لتعليم الأمن السيبراني بطريقة سلسة وممتعة، وفي تعليق لها عن التكليف الفني الرابع، قالت مايا أليسون، المدير التنفيذي لرواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي: "على غرار المتاحف والمعارض الأخرى، نحن فخورون بتقديم جولة افتراضية لمعرضنا، حيث نظمت مريم الحمرا معرضاً لمنحوتات من متحف في واقع بديل".
أعمال فنية وتكليفات جديدة
وبالإضافة إلى هذه التكليفات الجديدة، يشمل المعرض أعمال فنية لكل من صوفيا الماريا، زاك بلاس، إيفا وفرانكو ماتيس، ميشا كارديناس، والثلاثي رامين حائري زاده وروكني حائري زاده وحسام رحمانيان، حيث يخوضون رحلة الكشف عن أسرار كيفية إنشاء الهويات والتاريخ وإمكانية تحويلها أو اختراعها.
اللمس للانتقال بين الأعمال الفنية
سيتمكن الزوار من استخدام شاشة اللمس الخاصة بهواتفهم الذكية للانتقال بين الأعمال الفنية عبر الموقع الإلكتروني: nyuad-artgallery.org/، عبر سلسلة من المسارات المتشعبة. وفي هذا الصدد، تقول القيّمة الفنية هيذر ديوي-هاغبورغ: "بدلاً من اللجوء إلى قائمة من الروابط أو سلسلة من الشاشات، أو عرض ثلاثي الأبعاد، تم تصميم وتنظيم هذا المعرض على شكل سلسلة من المسارات المتشعبة من خلال الأعمال الفنية الرقمية الأصل لضمان تجربة فريدة لكل زائر. وقد تم استيحاء هذا الهيكل من الأعمال والمفاهيم السابقة مثل: مفهوم الحديقة المتشعبة لبورخيس وعمل دولوز وغوتاري الفلسفي للجذمور، حيث تتحدث هذه المفاهيم عن رؤى زمان سابق، عندما كان الإنترنت جديداً وبدا للبعض مليئًا بالإمكانيات.
المظهر الافتراضي للعمل الفني الرقمي
وفي هذا الخصوص، أضافت مايا أليسون: "عندما بدأنا عملية تنظيم المعرض تساءلنا ما هو المعرض الافتراضي؟ كيف يمكن أن يكون؟ وما هي عناصره؟ قبل الجائحة، جمعت المعارض الزوار جسدياً، ليكونوا محاطين بالفن ومنغمسين فيه. وأما الفن الرقمي، فهو لا يدخل قاعة العرض المادية بسهولة، حيث يعيش دائماً خلف شاشة الكمبيوتر، ويمكن لنا أن نسميه "المظهر الافتراضي" للشكل الأصلي للعمل الفني الرقمي. وفي وقتنا هذا، غالباً ما نحمل تلك الشاشة وذلك العالم الرقمي في راحة أيدينا، حيث كان الهاتف الذكي امتداداً لأجسامنا قبل الوباء، بطريقة أو بأخرى، وقمنا بتطوير أنفسنا لمواكبة التكنولوجيا الجديدة. ومن خلال هذه الأعمال، يتخذ كل فنان على عاتقه عرض المفاهيم الجديدة التي تركز على تقرير مصيرنا وما ينتج عن التكنولوجيا من قيود وحريات".