تسبب خيبات الأمل أذًى نفسياً للمرء بدرجات متفاوتة، وقد تضفي على حياته مشاعر سلبية تستمر لأيام أو لأسابيع عديدة، ولكن إذا تعلَّمنا كيف نتعامل مع خيبات الأمل بطريقة حكيمة وصحيحة؛ فقد تنخفض درجة الألم والخوف الذي ينشأ عنها، وقد تشكل قفزة نوعية في حياتنا، أو تجربة نتعلَّم منها وتساهم في تنميتنا الشخصية.
بحسب الدكتورة هالة علي خبيرة التنمية البشرية لـ«سيدتي»: التعامل مع خيبة الأمل هو مثال رئيسي على كيفية التغلب على العقبة الأكثر في حياة الأفراد، إذ أن تجاوز هذه المشكلة والتكيف معها بشكل مناسب، مهم للنجاح في المستقبل.. فكما يقال المشاكل هي10٪ من ما يحدث معنا و90% هو كيفية التعامل مع هذه المشاكل.
* طرقَ التعامل مع خيبات الأمل
- تقبَّلي مشاعرك:
أن تشعري بخيبة أمل، أمرٌ مؤلم حقاً، لكن لا بأس بذلك، وكل ما عليك فعله هو ألَّا تحاولي التخلص من هذا الألم أو إخفاءه تحت ابتسامة عريضة مزيفة؛ حتى وإن سببتْ لنا بعض الأذى لفترة من الوقت؛ إذ يمكننا بذلك التخلص منها بسرعة أكبر؛ لتصبح أقلَّ إيلاماً لنا على الأمد الطويل عندما نتذكر ما حدث.. إذا كنت تنكرين حقيقة مشاعرك، فقد تظهر لك لاحقاً في أوقات غيرِ متوقَّعة؛ فتجعلك متقلبة المزاج أو متشائمةً، أو قد يصبح سلوكك سلبياً أو عدوانياً.
- تذكَّري أنَّك لست مُخيِّبةً للآمال:
إن شعرت بخيبة أمل؛ فلا يعني هذا أنَّك مُخيِّبة للآمال أو فاشلة؛ إذ لن يدوم هذا الموقف الذي تعيشينه الآن إلى الأبد؛ حتى إن بدا لك ذلك اليوم، إن تابعت حياتك اليومية بصورة طبيعية، وأدَّيتِ أعمالك على أكمل وجه؛ فستتخطَين ذلك وتتحسنين بالتأكيد.
- تعلَّمي من هذه التجربة:
ركِّزي على القيم التي تضيفها هذه المواقف على شخصيتك لتنميها؛ إذ يمكنك فعل ذلك من خلال سؤال نفسك مثلاً: ماذا يمكنني أن أتعلم من هذا؟ كيف يمكنني تعديل سلوكي وتجنب خيبة الأمل هذه في المستقبل؟ ما الشيء الذي يمكنني فعله بطريقة مختلفة في المرة القادمة؟ قد تتعلمين تحسين أسلوبك في التواصل مع الآخرين عندما تتعرضين لموقف مشابه.
- ركِّزي من جديد على الأشياء التي مازلتِ تمتلكينها في حياتك:
لتجاهل المشاعر السلبية، حوِّلي اهتمامك إلى الأشياء التي مازلتِ تمتلكينها بالفعل في حياتك، كالأشخاص والعواطف والأشياء التي قد يُعَدُّ وجودها في بعض الأحيان أمراً مُسلَّماً به.
- تحدَّثي في الأمر مع شخص قريب منك:
هذا أمر بالغ الأهمية في التعامل مع الإحباط على نحو أفضل، إنَّ أفضل سبيل إلى ذلك هو الإفصاح عن الأمر ومناقشته مع شخص قريب منك؛ إذ ستتخلصين من خلال التنفيس عمَّا يزعجك من الضغط الداخلي، وترتبين الأمور في عقلك، ثم تتقبلين ما حدث بدلاً من محاولة التخلص منه أو تجاهله.
* طرق تحفزك على تجاوز خيبة الأمل
- غيِّري توقعاتك إذا كنت تتوقعين الكمال:
إن كنت تسعين إلى الكمال أو تتوقعينه من نفسك أو من الآخرين؛ فستصابين بخيبة أمل حتماً؛ لذا غيِّري توقعاتك قليلاً، يوجد أمر آخر مفيد، وهو ببساطة أن تُذكِّري نفسك بأنَّك إن صدَّقت خرافات عن الكمال؛ فستُضري نفسك والناس من حولك؛ ذلك لأنَّ هذه الخرافات التي ربَّما أخذتِها من الأفلام والأغاني وما يُشاع في العالم أو ما يُنشَر على الإنستغرام (Instagram) ستتصادم مع الواقع.
- لا تجعلي أفكارك تقيدك
إن كنت تعرفين أنَّك تميلين إلى المبالغة في التفكير في المواقف السلبية؛ فأخرِجي هذه الأفكار من رأسك؛ وهناك طريقتان لفعل ذلك وتركيز انتباهك على ما هو خارج هذه القيود، وهما: مساعدة الآخرين: ساعدي صديقاً على التخطيط لحفلة أو اجتماع في العمل، وهو ينفِّس عن غضبه بسبب تعرضه إلى خيبة أمل، ممارسة التمرينات: قد تجدين أنَّ رفع الأثقال أو الخروج للتنزه لمسافة طويلة، طريقة رائعة لتنسي تلك الأفكار التي تراودك مرة أخرى، كما أنَّها وسيلة لتجدد طاقتك وتزيد تركيزك.
-تقدمي خطوة صغيرة
بعد تقبلك للموقف، ربَّما تعلَّمت منه شيئاً أو اثنين، وجدَّدت حماستك مرة أخرى لتتابعي حياتك، والآن، أنت لستِ مرغمةً على اتخاذ قفزات كبيرة وجريئة.
- عزِّزي تقديرك لذاتك:
كيف تعزِّزين تقديرك لذاتك؟ إليك بعض النصائح والعادات المفيدة حقاً في ذلك: اكتبي 3 أشياء تقدِّرينها في نفسك: خصِّصي بضع دقائق في المساء لتسألي نفسك: ما هي أكثر 3 أمور أنا راضية بها عن نفسي؟ دوِّني إجاباتك في ملاحظات أو على الكمبيوتر المحمول أو الهاتف الذكي؛ حيث سيساعدك ذلك في البدء بالتركيز على الأمور الإيجابية لديك، والكف عن انتقاد ذاتك.. لا تقعي في فخ المقارنة الذي قد يدمرك، وابدأي مقارنة نفسك بنفسك، وانظري إلى أين وصلتِ، وما الذي تغلَّبتِ عليه، وكيف طوَّرت من نفسك.. يمكنك أن تجربي الكثير من الأساليب لتعزيز تقديرك لذاتك، كأن تكوني قويةً في مواجهة الشدائد، ولطيفةً مع الآخرين، وتقدمي لهم يدَ العون؛ ولا تفكري بأنَّك شخص مُخيِّب للآمال، لمجرد عقبة واحدة واجهتك، واستبدلي بسعيك إلى الكمال شيئاً أكثر حكمة.