تؤدي الأفكار السلبية إلى إفقاد صاحبها القدرة على مواصلة أمور حياته؛ لأنها تتعب العقل، وتُفقد الشخص حماسه، وتَزيد شعوره بالضعف، الأمر الذي يؤثر بشكلٍ سلبي على نفسيته، وعلى تصرفاته، وعلى إنجازاته، وعلى كل جوانب حياته؛ لذلك يحاول الكثيرون التخلص من هذه الأفكار.
تقول الدكتورة هالة علي خبيرة التنمية البشرية لـ«سيدتي»: إن طرد الأفكار السلبية لا يحدث إلا باستبدال أخرى بها، مناقضةٍ تماماً للأفكار التي تدور في مخيلته، ثمّ يحاول بناء هذه الأفكار، وتطويرها، وتحويلها صورة حية على الواقع، ولكن ينبغي ألا تكون هذه الأفكار خيالية؛ كي يتمكن من تحقيقها.
* طرق الابتعاد عن الأفكار السلبية
تحديد الأمور التي تدور في الذهن.. يفترض من الشخص أن يكون فطناً ويقظاً؛ حتى يتمكن من الشعور بالأفكار السلبية فور إحساسه بها؛ إذ أن الإنسان في اليوم الواحد يعترض مخيلته أكثر من 60 ألف فكرة، الأمر الذي يزيد عدد الأفكار السلبية التي قد تخطر على الذهن في اليوم الواحد؛ لذلك يجب جعل هذه الأفكار تحت المراقبة، والتدقيق فيها، وتصنيفها حسب نوعها؛ أي هل هي أفكار إيجابية، أم سلبية؛ فإن كانت إيجابية؛ فعليه أن ينميها، وإن كانت سلبية؛ فعليه أن يستبدل بها أيَّ شيء إيجابي.
التفكير في أمور إیجابیة.. يفترض أن يفكّر الشخص في أي شيء يحبه، ويجعله سعيداً، أو محاولة تذكّر آخر مرة كان فيها إيجابياً، وشعر خلالها بالسعادة، وأن يعيد مخيلته إلى تلك اللحظات، وكيف عاشها، وكيف تصرف خلالها؛ مما يضمن له الشعور بالسعادة مرةً أخرى، وبالتالي تزداد قدرته في التخلي عن الأفكار السلبية التي أخذت حيزاً من مخيلته؛ حيث تحتل الأفكار الإيجابية مكانها.
تجنب التفكير في الأمور السلبية مرةً أخرى.. يجب على الفرد ألا يعاود التفكير بالأمور السلبية، وأن يتذكر دائماً أن كل ما مضى لا فائدة منه، ولن يعود، وكل ما عليه فعله تجاهه هو أخذ العبرة ومحاولة عدم تكرار نفس الأخطاء؛ لأن ماعدا ذلك يعتبر مضيعةً للوقت، وبذلاً للطاقات في غير موضعها؛ لذلك عليه أن يفكر في الجوانب الإيجابية والسلبية، وألا يقتصر على الأفكار السلبية.
الانتقال إلى شيء جديد.. ينبغي على كل شخص أن يحاول الابتعاد عن الأفكار السلبية بممارسة أي شيء يعينه على الابتعاد، ويشجعه على ذلك، كممارسة التمارين الرياضية مع الأصدقاء، أو الذهاب إلى نزهة، أو الخروج في رحلة، أو مشاهدة فيديوهات مضحكة.
* نصائح للتخلص من الأفكار السلبية
- أول خطوة وأهم خطوة هي الثقة بالنفس، في كل فرد الكثير من القدرات والإمكانات التي لم يكتشفها بعد؛ فيجب أن يعرف كل فرد، ما القدرة والموهبة التي وهبها الله، عزّ وجل، له.
- الابتعاد عن العزلة والوحدة؛ فهي تشكل بيئة خصبة لتنمية الأفكار السيئة.
- عدم مشاهدة الأفلام والبرامج التشاؤمية التي تذمّ المجتمع والحياة؛ حتى لا تتكون فكرة تشاؤمية في عقل الفرد عن الحياة والمجتمع.
- مصاحبة الأشخاص الإيجابيين ومماشاتهم والتعلم منهم.
- الابتعاد عن الغضب والتسرع؛ فالتسرع في الأفعال ممكن أن يجعلك تعيشين رهينة أفكار ولدت من ردات فعل متسرعة.
- تبسمي دائماً؛ فالابتسامة مِفتاح الأمل والسعادة؛ فلا تكوني إنسانةً «كِشريةً» لا تخاطب أحداً، ولا تتحدث إلا في الأمور الجِدية فقط.
- حاولي الابتعاد عن أية مواقف، أو أية أفكار سبق وأن جعلتك تفكرين أفكاراً سيئة.
- ابتعدي عن الأوهام، واتبعي الحقيقة والمنطق، وفرقي بين الحقيقة والخيال.
- عند مرورك بفكر أو حالة سلبية، حاولي الاسترخاء والهدوء؛ فهو أمر ضروري لاستعادة نفسك.
- لا تأخذي كل الأمور على محمل الجِد؛ فكل أمر أعطيه حجمه المناسب، ولا تعطِي الأمور أكبر من حجمها.
- عدم الجلوس في أماكن قد تزيد من سوء حالتك، أو تجعل تفكيرك يسري بطريقة سلبية.