ما قبل الرحيل

محمد فهد الحارثي
لماذا تجبرني على الرحيل؟. لماذا تدفعني إلى نقطة اللا لقاء؟. احذر: نسف الجسور عمل متهور فربما نعود من الطرقات نفسها. ربما نختلف وربما تجرحنا كلمات، لكننا لا نغادر القارب فنحن يجمعنا المصير. الأمواج جزء من ضريبة الرحلة، والدوار أعراض لا يمكن تفاديها. لكن عالمي الذي رسمته هو أنت، وطريقي الذي اخترته هو مسارك. كيف نسمح للحظة حمقاء أن تحطم كياناً بنيناه بمشاعرنا وأحلامنا؟. أصعب الخيارات التي نقف عندها. هي التي تكون بين أن نكذب على أنفسنا، أو نجرح الغير. وهل لو كذبنا سوف نكمل المشوار؟. قد نترك اللحظة تمضي ونقول ما يرضي. لكن هل نستطيع أن نفي ونحن ندرك حقيقة الكلام؟. وإذا حاولت أن أقول بعفوية ومباشرة: أخاف أن أجرحك، وأنت مثل النسمة مركب من حنان. كيف يمكن أن أخدش هذا الإحساس الرقيق، وكيف أتحمل أن أقبض على لحظة حزن واحدة في عينيك؟. بعض المشاعر إذا قيلت ظلمت. مهما كان البحر شاسعاً فالمحيط أكبر. وعلمتنا الحياة أن من يتكلم أكثر هو من يفعل أقل. فاعذريني إذا تاهت الكلمات. وجودك في حياتي منحني الأمان. وكلما خذلني أشخاص، أو مارس الغدر رذيلته، التفت بنظري نحوك لأكتشف أن الحياة ما زالت بخير وأن الشوائب عابرة والأنقياء هم الباقون. لن أسمح للظروف أن تختطف أجمل ما في عالمنا. إرادتنا هي التي تحمينا. نحن نعيش الحياة مرة واحدة، والعمر لا يحتمل التفريط. سوياً سوف نجعل القارب أقوى وسوف نتجاوز العاصفة. فأجمل لحظات البحر حينما تهدأ العاصفة. وأجمل لحظات العمر هي التي يطرزها رقي حضورك وصفاء معدنك. ما أجمل الغد لأنك أنت فيه اليوم الثامن: الرحيل في لحظات المواجهة خيار الجبناء...