يتفق الجميع على أنَّ الدائرة المقربة من الأصدقاء والعائلة المحبة هما مكونان أساسيان نحو عيش حياة نشعر فيها بالرضا والاكتفاء والسعادة، تقول الدكتورة أميرة حبارير الخبيرة النفسية لسيدتي أهمية وجود علاقات إنسانية عميقة وذات مغزى، هذه أمر ضروري لاستمرارية الحياة وإلا فسيعاني العالم من وباء الوحدة، فإن تطوير علاقة وثيقة مع أشخاص نثق بهم أمر أساسي للسعادة بشكل عام". وهو ما تقوله دراسة جديدة أُجريت حديثاً في جامعة ساذرن ميثوديست: (Southern Methodist) إنَّ قضاء الوقت مع إحدى هذه المجموعات يمنحك عادة مشاعر السعادة أكثر من الأخرى.
*المجموعات المتميزة من الأشخاص في حياتنا
وجد الباحثون أنَّ الأشخاص يشعرون بالسعادة ومستويات أعلى من السلامة، عند قضاء الوقت مع الأصدقاء مقارنة بالأيام التي يقضونها مع الشريك أو الأطفال، من بين تلك المجموعات الثلاث المتميزة من الأشخاص في حياتنا - الأصدقاء والأزواج والأطفال - يقول مؤلف الدراسة الرئيس ناثان هدسون (Nathan Hudson)، أستاذ علم النفس في جامعة ساذرن ميثوديست إنَّه من الهام النظر في النشاطات التي نشارك فيها عادة مع الأصدقاء مقارنة بوقت العائلة المعتاد، فعندما نلتقي بأصدقائنا، عادة ما تكون تجربة ترفيهية كالذهاب إلى المطاعم والحانات والتسوق وما إلى ذلك، وعلى العكس من ذلك؛ فإنَّ قدراً كبيراً من الوقت الذي يقضيه المرء في المنزل مع أسرته، يتركز على جهود أقل متعة مثل الأعمال المنزلية.
يوضح هدسون (Hudson) هناك علاقة معقدة ودقيقة تلعب دوراً هنا، إذا كنا نتحدث عن مجرد وجود أشخاص آخرين، فإنَّ المستويات المبلغ عنها من السعادة والسلامة كانت عموماً هي نفسها بين الأزواج والأصدقاء والأطفال؛ حيث يتمتع الأصدقاء بميزة - على الرغم من ذلك - عند إضافة النشاطات المعتادة إلى المناقشة.من الهام خلق فرص للتجارب الإيجابية مع الأزواج والأطفال والاستمتاع بتلك الأوقات الإيجابية، على النقيض من ذلك؛ فإنَّ العلاقات الأسرية التي لا تتضمن شيئاً سوى الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، من المحتمل ألا تتنبأ بالكثير من السعادة".
*بوصلة الصداقة
وفي كتاب “بوصلة الصداقة”، لمؤلفه الخبير النفسي ويليام رولينز، من جامعة أوهايو، قال إن “هناك ثلاثة أنواع من الأصدقاء يجب أن يحرص كل شخص على تواجدهم في حياته: شخص يتحدث إليه، وشخص يعتمد عليه، وشخص يستمتع بالوقت معه”.
صديق تتحدث إليه
هذا الصديق الذي يمكنك التحدث إليه بحرية وتفصح له عما بداخلك بكل صراحة، وفي نفس الوقت عندما تطلب رأيه يعطيه لك بمنتهى الموضوعية ويدفعك لأن تكون الأفضل.
فمهمة ذلك الصديق تكون دائماً الدفع بك لأن تكون أفضل، حتى لو اضطر لأن يستخدم معك بعض الشدة لكي يجذبك إلى الطريق الصحيح.
صديق يمكنك الاعتماد عليه
إن أفضل ما في الصداقة هو إحساسك بأن هناك من يمكنك الاعتماد عليه في كل مناحي حياتك اليومية: اصطحابك من وإلى المطار، أو إعارتك الحذاء الخاص به لكي ترتديه أثناء مقابلة عمل هامة، أو مراعاة أولادك الصغار لأن لديك موعداً مع الطبيب. فإحساسك الدائم بأن هناك من “يقف في ظهرك” يعطيك إحساساً دائماً بالراحة والاتزان.
وبالعكس.. فكونك تستطيع أن توفر يد العون لشخص يحتاج لك تعطي شعوراً بالراحة. فإذا استطعت أن تجعل صديقك سعيداً فبالتأكيد هذا سيضفي عليك السعادة.
صديق يمكنك الاستمتاع بوقتك معه
ليس هناك أدنى شك في أننا نفضل الأصدقاء الذين نشعر معهم بالسعادة ونقضي وقتاً سعيداً في صحبتهم، إلا أننا دائماً نفضل قضاء الوقت مع بعض الأصدقاء أكثر من غيرهم أو أكثر من بعض أفراد العائلة أو زملاء العمل. فعندما يكون لديك صديق مقرب غير مقيد بنفس الالتزامات الخاصة بك، مثل الزوج أو زملاء العمل، فإنك تشعر معه بكثير من الحرية، وبالتالي تشعر معه بالسعادة.
الجلسات الجماعية
إذا كنت تحرص، ولو مرة في الأسبوع على أن تجلس في جلسات جماعية، مثل ورش التأمل، أو جلسات السمر مع الأصدقاء، فهذا يعني أنك تستمتع بأنماط الحياة المختلفة وتحصل على قدر كاف من السعادة. الجلسات الجماعية، تساهم في زيادة فاعلية الجانب الأيسر من الدماغ، وتعزز القدرات التحليلية للدماغ، وهو ما يساهم في ترجمة الدماغ لفكرة الاستمتاع باللحظة التي تعيشها، وعدم البحث عن المشاعر السلبية في أي وقت.