مؤجل النشر..

مها الأحمد 

مها الأحمد Maha Alahmad

 

 ماذا سيحدث إن استيقظنا يوماً ووجدنا أن لكل منا كتابه الخاص، ولكن بحدود معينة لا تمكنا من تملكه، فمثلاً ليس لدينا أي صلاحيات تسمح لنا بتمزيق صفحاته أو استبعاد أي حدث منه يهدد صورتنا، ومهما حاولنا لن نمنح ولو حتى استثناء واحداً لمحو سطر أو كلمة كتبت فيه؟!

 تفاصيله وطريقة سرده مجردة من أي مجاملات أو محسوبيات!؟  وسببه الأوحد الذي وجد لأجله هو أن يوثق بدلاً منا ويكتب جميع أفعالنا بخط واضح وصريح، مضيفاً أسفل كل فعل شرحاً مفصلاً لكل من الأسباب والدوافع والنوايا التي كانت وراءه وأخفيناها عن الغير!؟

 لجميع من يعرفنا أو لا يعرفنا الحق المطلق في أن يطلع عليه كيفما شاء من دون أي استئذان منا؟! فلا ندري مثلاً من ومتى وماذا قرأ بالتحديد!

وإن حدث وأغلقناه في وجه قارئه سوف يصرخ بصوت مسموع يسمعه كل من هم حولنا فيكشف عنا ذلك الرداء الساتر الذي يخفي خلفه عطب أفعالنا وحقيقتها. 

 ماذا سنفعل حينها؟!

هل كنا سنرتكب كل هذا الكم من الأخطاء تجاه الغير؟!

وهل سنستطيع الكذب ببساطة دافعين بمبرراتنا نحو المقدمة لتسعفنا؟!

ماذا عن الدوافع هل من الممكن أن تكون أشد جرماً من الفعل نفسه، فيغفر للفعل ويبقى الدافع وراءه عالقاً تحت رحمة التذكر المؤبد؟!

وهل سنملك الشجاعة أصلاً للمواجهة ونطق عبارات الأسف المعتادة!!

وهل سندافع عن أنفسنا مكذبين كل الحقائق كما يفعل أي كاذب يكمل في حديثه رغم أنه يعرف تمام المعرفة أننا لا نصدقه؟!

أم أننا سنتحول إلى قديسين بالفعل، فيتشابه ظاهرنا وباطننا ويصبحان وجهاً واحداً وكل منهما طبق الأصل عن الآخر!؟

لو تمهلنا قليلاً سنجد أن هذا الكتاب موجود بالفعل ولا داعي لتخيله، ومازال يدون أفعالنا لكن لم يؤذن لنا بقراءته بعد لا نحن ولا غيرنا، ولو ركزنا قليلاً سنسمع صوتاً لم يعلُ ويرتفع حتى هذه اللحظة لعلنا نتراجع عن أذية بعضنا البعض قبل أن تنكشف أفعالنا ونفضح أمام الملأ..

فهل نحن على استعداد لهذه اللحظة؟!