هي الحياة برتابتها المعتادة ومشاغلنا الوهمي منها والمنطقي.. أم بطريقة استقبالنا البطيء وحكمنا السريع على الأمور؟! أم بالوقت الذي أصابنا بلعنة التأخر بسبب رؤيتنا لسرعته التي لا تتوقف عن إزعاجنا؟! أم بالمواعيد التي لا تتوقف عن الإنجاب؟! أم بعدم معرفتنا لأنفسنا بالشكل الكافي؟!
من المسؤول الحقيقي أو السبب في أن تركيبتنا الإنسانية لا تلتقط سوى صور الإشارات القوية ذات الألوان الصاخبة تلك التي تتمتع بملامح حادة، صاخبة وشديدة الوضوح؟!
تلك الإشارات التي تفرض علينا المثول أمامها من دون تفكير وإن فكرنا بها قاومناها لا أكثر، والمحظوظ منا هو من سيطر عليها ولو لبعض الوقت.
هي تلك الإشارات التي تأخذ منا كل الحق في أن نهتم ونشعر بها، نخطط لها ونستعد لما بعدها من دون أن ندرك أن هناك الكثير من الإشارات الضعيفة الخجولة التي لا تزعجنا ولا تشغل تفكيرنا، لأنها تمر مترددة تنبهنا برقة فلا نعطيها حقها ولا نعيرها أي انتباه، مع أننا لو حاولنا التركيز فيها سنجد أنها تحمل معها أجوبة عديدة لواقعنا ومستقبلنا، تخبرنا عن أنفسنا والجزء الذي نجهله منا، وتحكي قصصاً ممتعة وحلاً مناسباً وبسيطاً لتلك الإشارات القوية التي تأسرنا.
تظهر تلك الإشارات الضعيفة على شكل دافع أو فعل أو حتى رد فعل، قد تكون لقطة أو ذكرى، أو حتى كلمة في أغنية.
تعيش منتظرة في أحداث الرواية لافي خاتمتها، في الرحلة لافي نهايتها، هي السبب فيما يجعلنا سعداء لافي شعور السعادة بحد ذاته.
الإشارات الضعيفة هي سرٌ عنا نجهله لا نبحث عنه بالطريقة الصحيحة فنجد أننا في كل مرة نرحل من الموقف من دون أن نعثر عليه..