عزيزي الكمال،
لا أدري إذا كنت اسماً يحمل صفة عريقة، أو كنت صفة لها اسم تُعرف به!!
في الواقع لدي الكثير من التساؤلات حولك...
فهل أنت مرض نتمنى أن تصيبنا عدواه ونفنى! وإذا حصل وأصبت أحدنا هل سيشفى أم سيحيا بك ما تبقى من عمره؟
إذا خُير أحدنا أن يتعافى ويتحرر منك أم يبقيك في عقله تأكل منه كما شئت أي الخيارين سينتصر؟! وإذا اخترنا أن نصبح مثلك ونصاب بك ونعيش معك هل سنتمكن من ذلك؟
ماهي شروط الانضمام إليك واستحقاق لقبك؟! وهل سنحصل عليه مدى الحياة ونستحقه أم أنك تدور علينا به وتأخذه منا عند أول هفوة مقصودة أو غير مقصودة؟
وهل تأتي فقط لأولئك الذين لم يشهد لهم الزمان ولو بخطأ بسيط ارتكبوه أم تأتي لمن يعرف تماماً كيف يخفي عنك وعنا كل زلاته حتى الكبير منها؟!
إذا سألتنا يا عزيزي ماذا نعرف عنك سنجيب بصدق أننا لسنا كاملين، لكننا نبحث حولنا في كل شيء كي نعثر عليك، ونجهل عن أنفسنا ذلك وإن واجهتنا واكتشفتنا ننكر مرضنا بك على الرغم من أن علاماتك ظاهرة علينا وممتدة على طول السنين التي عشناها.
ففي المدرسة كنا نسعى للمرتبة الأولى ونشعر بالانهزام إذا حصلنا على الثانية على الرغم من أنه نجاح.
في العمل نخاف أن نخطئ، لذا نتأخر في النشر وتسليم المهام ونعود لمراجعة كل تفصيله بطريقة مملة تفقدنا الشغف.
في حياتنا الخاصة نراجع قراراتنا، أعمالنا الخاصة، نتردد، نتوقف، نتأخر ولا نفعل وكل هذا سببه أننا نسعى لأن نكون مثلك.
في الحب نختار من نُحب على شروطِك أنت وبطريقتك، فلا نُحب كما يجب وفي كثير من الأحيان ينتهي هذا الحب.
عزيزي الكمال بسببك أصبحنا نرفض عيوبنا الجميلة، نغير ملامحنا المميزة ونصبح متشابهين، جميعنا نشبهك في الشكل على الرغم من أنك في الحقيقة قبيح لا تملك عينان ترى بهما الحقيقة، ولا شفاه تبتسم فيضحك لها الكون كما نعتقد
فلماذا إذاً نقاتل ونخسر كل شيء في سبيل أن نشبهك؟؟؟!!!