لاحظنا في الآونة الأخيرة اتجاه معظم الدور العالمية إلى إدخال أزياء بطابع شرقي إلى مجموعاتها، حتى أن بينها من خصّصت مجموعات حصرية للعبايات والقفاطين. بعض الدور قدّمت تصاميم القفاطين والعبايات بأساليب مبتكرة وعصرية، عكست فخامة الزيّ وحافظت في الوقت نفسه على لمسته الشرقية، فيما استعانت دور أخرى بأوشحة الرأس لتعتمرها العارضات كحجاب على رؤوسهن يزيد من رصانة الإطلالة وجاذبيتها.
وبالتالي، لم تعد هذه الملابس حصريّة على المرأة المحجّبة، بل باتت خياراً مفضّلاً لكل سيّدة تبحث عن إطلالة متميّز وأنيقة، حتى أن النجمات ارتدين القفاطين والعبايات في مناسبات عدّة وتألقن بخياراتهن الفريدة.
وقد ظهرت الأزياء الشرقية على اختلاف تصاميمها منذ سنوات عدّة على خشبات العروض وخلال أسابيع الموضة العالمية، حتى باتت جزءاً لا يتجزأ من الصيحات الموسمية التي ننتظرها، إلا أن ظهورها الأول يعود إلى حقبات تاريخية قديمة...
تابعي المزيد: أجمل موديلات العبايات بالأربطة لخيار عصري ومحتشم
History of Abaya
تاريخ ظهور العباية
تعتبر العباية من أكثر الأزياء الشرقية والمحتشمة التي تختارها السيدة في مناسباتها، فهي زيّ تقليدي للمرأة العربية والمسلمة.
العباية في الحضارات القديمة
يُعتقد بأن استخدام العباية يعود إلى أكثر من 4000 عام. وتذكر بعض المراجع التاريخية أن هذا الزيّ كان يُستخدم من قبل الحضارات القديمة، تحديداً من قبل شعوب بلاد ما بين النهرين الذين كانوا يرتدون ملابس طويلة وفضفاضة تشبه تصميم العباية، إنما بقصّة مكشوفة أكثر. أما الحجاب فكانت لاعتماده علاقة بالمكانة الاجتماعية، حيث كان يعتبر رمزاً للبذخ والرفاهية، وكانت سيدات الطبقة المترفة يعتمرن الحجاب مع ملابسهنّ الفضفاضة، كي يتميّزن عن سيدات الطبقة العاملة.
العباية عند العرب
مع الوقت، بات ارتداء العباية في العالم العربي، جزءاً من العادات الخاصة بكل مجتمع أو ثقافة على حدة، بالإضافة إلى ما تفرضه الحشمة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالدين. وباتت السيدات يرتدين أزياء فضفاضة تشبه ما كنّ يرتدينه جداتهنّ قديماً، ولكنها أكثر احتشاماً ورصانة. ورغم اكتساب تصميم العباية الكثير من التطوّر والابتكار، سواء من حيث الأقمشة والألوان، أو من حيث النقوش والزخرفات، فإن هذا الزيّ ما زال يحمل دلالة على احتشام المرأة في إطلالاتها.
Styling Abaya
العباية بأسلوب عصري
قد يعتقد الكثيرون بأن العباية تقف عائقاً أمام تمتّع المرأة بإطلالة عصرية، إلا أن هذا الأمر غير صحيح. فإبداع المصمّمون في تقديم قصّات متنوّعة من العبايات وحتى الجلابيات والقفاطين، ودخول أيادي المصمّمين الغربيين إلى هذا المجال، جعل من هذه الملابس الشرقية عنصراً أساسياً لكل امرأة تبحث عن إطلالة فريدة ومتميّزة لا تخلو في الوقت نفسه من الرصانة والحشمة.
دخلت الأزياء الشرقية إلى عالم الموضة منذ فترة طويلة، وقد قامت العلامات التجارية والدور العالمية بتصنيعها بأسلوب يجعلها مناسبة لمختلف الأوقات والمناسبات. حتى أن مجموعات الأزياء الراقية لم تخل من هذه الملابس، فرأينا العبايات والقفاطين المطرّزة والمزخرفة بتقنية عالية ولمسات فاخرة تزيّن المجموعات.
وبعيداً عن العباية السوداء التقليدية التي لا غنى عنها، بات أمامك خيارات واسعة ومتنوّعة من العبايات الملوّنة سواء بدرجات زاهية وعصرية تناسب أجواء الصيف الحارة، أو بطبعات ونقوش غنيّة تزيد من فخامة إطلالاتك في المناسبات الهامة.
تابعي المزيد: أزياء شرقية وفساتين فاخرة في أسبوع نيويورك للموضة
