بعد قراءتي لأكثر من مائة كتاب في التنمية البشرية، أستطيع أن ألخص لكم أركان التوازن النفسي، التي إذا عمل بها الإنسان سيصل إلى منطقة النجاح ومدينة الفلاح.
وهذه الأركان هي كالآتي:
أولاً: برمجة العقل على ثقافة الحمد والشكر والامتنان:
وحتى نبين هذا الركن، دعونا نذهب إلى القرآن الكريم، وسنجد أول آية في أول صفحة تقول: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، والحمد والشكر لله أولاً وأخيراً، ثم لكل الأشياء الجميلة التي حولنا من النعم مثل:
• الوالدين
• البلد الأمين
• الصحة
• العلاقات الطيبة مع الآخرين
• العقل
• الطعام الذي يحمينا من الجوع
إن الشكر يجب أن يكون لكل الأشياء التي حولنا، تلك الأشياء التي تسهم في سعادتنا، وقد قال الرسول ﷺ: «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ».
إن الإنسان إذا تعود على النعمة أصبحت رخيصة في عينه، وينظر إليها على أنها شكل من أشكال الروتين، وما علم أن هذه النعم قد تزول إذا لم نحمِها بأسلحة الشكر، ومن واجبات الحمد والشكر أن يحافظ الإنسان على مقاصد الشريعة التي جاء الإسلام بها لحفظ الضروريات الخمس، وهي حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال.
إن النعمة قد تزول في أي لحظة، وبالذات نعمة الصحة، وأتذكر أنني قبل سنوات حين عدت من بريطانيا، تحركت الحصوات في الكلى وتألمت وصرخت كالأطفال لمدة ثلاثة أيام، ولم يتوقف الصراخ إلا بعد إجراء عملية تفتيت الحصوة، ومنذ ذلك اليوم وأنا أحمد ربي وأشكره كل صباح على نعمة الصحة حتى لا تزول، ولقد كتبت بعدها بيتاً شعرياً يذكرني بهذه المحادثة حيث أقول:
وأحمد خالقي في كل وقت وأشكره ليمنحني المزيد
في النهاية أقول:
يا قوم؛ إن الحمد والشكر والامتنان لله ثم لكل الأشياء التي حولنا، لا يجعل الإنسان صاحب خلق وفضيلة فقط، بل إن الشكر له مفعول أكبر من ذلك، وهو أن الشاكر يأتيه المزيد من الرزق، وفي ذلك يقول الله (عز وجل): " لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ" .
وقد جربت الحمد والشكر فوجدته راحة للقلب وطمأنينة للنفس وتوازن في العقل، أكثر من ذلك يكفي أهل الحمد فخراً ورفعةً وسمواً أن الله يسمعهم، لأن الإمام في الصلاة يقول: "سمع الله لمن حمده" فيقول المصلون: "ربنا ولك الحمد".