لا صفوف جديدة للمتقاعسين

مها الأحمد 
مها الأحمد
مها الأحمد

حدثني الابتكار فقال:

لقد ظُن على الدوام بأنني مُعقد يغلفني الغموض، وفي حقيقة الأمر هناك حزمة من المفاهيم المشوشة التي نسبت إلي وصاحبت صورتي فحجبت عن الكثيرين رؤية ملامحي بوضوح والاقتراب مني فكانت السبب الخفي وراء أن أكون حكراً لفئة معينة دون الأخرى!

أضف إلى ذلك أنني لست موهبة ربانية أو موروثة ولا حتى معجزة فكرية نشأت وترعرعت في عقول القلة الذين انتقيتهم بحذر بناءً على نسب العبقرية التي تجري في دمائهم وجيناتهم الفريدة، بل أنا متاح للجميع ويجدني فقط من يبذل جهداً للقائي وممارستي بإتقان، فكما قال أديسون: (إن العبقرية تتكون من إلهام بنسبة 1 بالمئة وجهد بنسبة 99 بالمئة).

هناك ممارسات منضبطة تخلق أشخاصاً مبتكرين ليست وحدها العبقرية هي من تخلقهم وتحرك في سماء أدمغتهم الأفكار الخصبة.

ولنتمكن من صنع فلسفتنا الخاصة عن الابتكار علينا أولاً أن نسير نحوها في بحث دائم عن طرق مختلفة لخلق قيمة ومنفعة، وأن نركض وراء النجاحات الجديدة وألا نصاب بالامتلاء الفارغ من نجاحات الغير أو نجاحاتنا السابقة التي ما زلنا نقتات على فتاتها.

أن يتحول فضولنا إلى وسواس قهري مفيد، وأن نؤمن بقدرتنا على إيجاد الطريق الموائم لنا على الرغم من تربص المخاطر أمام إشارته الخضراء.

أن نفتح أذهاننا بكرم لتتسع وتتقبل الأفكار المختلفة، التي ربما قد تعاكس البدهيات والفرضيات التي زعمنا أنها مقدسة فحرم علينا تصحيحها أو التشكيك فيها وكُلفنا بحملها من دون معرفة أو جدوى.

أن نُكسِب عقولنا عادات جديدة لتلد أفكاراً واعدة تحل المشكلات بدلاً من الإنصات لها بشكل روتيني وانتظار ذلك المنقذ الذي سيجد لها نهاية ومخرج، واستبعاد أنفسنا من دور البطولة.

كذلك أيضاً علينا أن نتواضع ونمنح أبسط الحلول الفرصة لتنال شرف أن تكون أعظمها، وأن يصيبنا قلق صحي ومنعش بشأن المستقبل القريب الذي نراه، والبعيد الذي لا نعرف إلى أين سيصل بنا.

 

كل هذه يا صديقي أمور بسيطة لكنها تتطلب أن نتحلى بالجرأة والروح الحماسية، التي لا يقف أمامها حجة الوضع الراهن، ولا تقلبات العالم السريعة.