تحتضن السعودية أماكن تاريخية وأثرية من العصور القديمة، تؤكد التاريخ العريق للجزيرة العربية، التي سكنت فيها حضاراتٌ قديمة، أو مرَّت بها.وتعدُّ محافظة تيماء إحدى هذه الأماكن السعودية العريقة، إذ تمتدُّ جذورها إلى العرب القدماء، من عصر قوم ثمود، كما كانت من أهم المدن في مملكة مدين، وتوجد في باطنها ثرواتٌ باهظة الثمن من الفضة والنحاس وغيرهما من الخيرات، وقد عُثِرَ فيها على صخرةٍ، تحمل نقشاً هيروغليفياً، يعدُّ الأول من نوعه في الجزيرة العربية.
نقش تيماء الهيروغليفي
في عام 2010، تمَّ اكتشاف هذا نقش هيروغليفي على صخرة تسمى “حصاه النصلة”وهى عبارة عن صخرة عملاقه مقسومه تمامًا إلى نصفين بدقة متناهية عليها رسوم وكتابات قديمة لأشكال هندسية وحيوانية متنوعة.ويضمُّ توقيعاً ملكياً، يُعتَقد أنه يرجع إلى رمسيس الثالث، أحد ملوك الفراعنة ، الذي حكم مصر قبل أكثر من 300 عام.
وقد عمل علماء آثارٍ سعوديون على دراسة النقش الهيروغليفي ،وتبيَّن لهم من خلال البحث أن طريقاً تجارياً، كان يصل وادي النيل بتيماء بشكلٍ مباشر، واستُخدِمَ في القرن الـ 12 قبل الميلاد لتبادل السلع التجارية بين بلاد مصر والجزيرة العربية في تلك الحقبة. وباتت الصخرة وما تحمله من نقوش واحدة من أهم المواقع السياحية التي تقع على المسار السياحي المعتمد في محافظة تيماء.
تيماء منجم الآثار
تقع تيماء بين المدينة المنورة وتبوك، وتتبع إداريًا منطقة تبوك، التي تبعد عنها مسافة 265 كيلو مترًا باتجاه الجنوب الشرقي .
وتعدُّ مدينة تيماء في وقتنا الحاضر من أهم المناطق الأثرية في السعودية، إذ تضمُّ آثاراً كثيرة، من أشهرها متحف تيماء، الذي تمَّ بناؤه عام 1403هـ الموافق 1983م، وافتُتِحَ لاستقبال الزوَّار عام 1407هـ الموافق 1987م، ويحتوي على لوحاتِ خرائطٍ للمواقع الأثرية في تيماء، تعرض مجموعةً من القطع الأثرية والكتابات والنقوش الصخرية القديمة المنتشرة في المنطقة، إضافةً إلى قلعة قصر الأبلق، التي بناها الشاعر صموئيل بن عدياه في القرن السابع قبل الميلاد، ونُقِشَ على جدرانها باللغات النبطية والآرامية والثمودية، وبئر الهداج الواقعة في واحة تيماء الأثرية، ووُجِدَت في زمن الغزو البابلي في القرن السادس قبل الميلاد.
اهتمام السعودية بالتراث
حظي قطاع الآثار والسياحة والتراث باهتمامٍ كبيرٍ من السعودية لما تمتلكه من تراثٍ غني، وكنوزٍ أثرية متنوعة، ومواقع تاريخية نادرة، وآثارٍ قديمة، وحضاراتٍ متعاقبة على مرِّ العصور، منذ زمن توحيد البلاد على يد الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، حتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله.
وقد تحوَّلت هذه المناطق إلى وجهةٍ لعلماء الآثار والتاريخ والفرق البحثية والاستكشافية وفرق التنقيب من مختلف الجنسيات، من الشرق والغرب على مستوى العالم.