ما هو الحل؟

مها الأحمد 
مها الأحمد
مها الأحمد

هناك استفتاء قامت به مؤسسة جالوب عام 2019، تبين من خلاله معدلات ارتباط الموظفين بالشركات التي يعملون فيها، حيث أشارت النتائج إلى أن 85٪ من الموظفين إما أنهم لا يشعرون بعلاقة أو ارتباط بالمؤسسة وإما أنهم منفصلين تماماً عنها!
ليس هذا وحسب، بل عبر الكثيرون أيضاً أنهم يشعرون بالعجز في إحداث أي أثر وأن وجودهم كما يرون ليس له معنى ولا تربطهم علاقة بمهمة الشركة أو استراتيجيتها أو حتى مخرجاتها، كما أنهم بالكاد يعرفون ماهي مهمة الشركة التي وجدت لأجلها!
يا ترى ما هو السبب في عدم ارتباط الموظف بالمكان الذي يعمل فيه؟! وكيف يرى أنه منفصل عنه وهو المحور والأساس لكافة أعماله ومخرجاته؟
لماذا يشعر بأنه عاجز عن إحداث أثر؟! وما هو هذا الأثر الذي يبحث أو يتحدث عنه؟!
هل يعتقد أن عمله الذي يقوم به ليس له قيمة؟! أم أنه لا يعتقد بوجود قيمة عليه إحداثها من الأساس؟
كيف لمنظمة أن تحقق الاستمرارية وتنمو إذا كانت هذه الروح التي تطغى على موظفيها، أو حتى على عدد ليس بالقليل منهم؟، وكيف سنوقف هذه العدوى من الامتداد أكثر؟! وما هو العلاج الأنسب الذي سنعالج به من أصيب ليعود كما كان في السابق؟! 
وهل في بحثنا عن هذه المشكلة سنبدأ بالسبب أم المُسبب لها؟! 
 على من سنسلط الضوء أولاً؟؟ على الأفعال الفردية أم النتيجة النهائية؟! على ثقافة المؤسسة الحقيقية التي انتشرت من دون تخطيط منا فأحدثت نتائج لا نطمح إليها أم على الثقافة التي نُشرت من دون تنفيذ فلم تتعدَ كونها شعارات مكتوبة أو قطعة أثرية لا قيمة لها، حيث أن الموظف لا يفهمها ولا يربطها بعمله ولا يجد لوجودها أي فائدة.

هناك العديد من التساؤلات والشكوك وحتى الأحكام المبدئية التي نطلقها ويكون هدفها ليس تحليل المشكلة وإيجاد الحل المناسب، بل إيجاد المتهم فيها، وهذا ما يجعلنا بدلاً من أن نُولد حلولاً مناسبة، قمنا بتوليد متهمين أكثر وبدأت المعضلة الكبرى تتفاقم بين الموظف والقائد..

فإذا كان كل منهما يجد أن الآخر هو السبب في المشكلة أو جزء كبير منها، وأنه وحده هو المسؤول عن إيجاد الحل لها، فأين سنجد الحل وما هو!!!!؟