يعد برنامج إعادة توطين الثدييات الأكبر من نوعه في العالم، والذي تواصل هيئة البيئة – أبوظبي من خلاله تحقيق المزيد من الإنجازات؛ حيث نجحت الهيئة خلال الشهر الماضي بنقل 20 رأسًا من المها الأفريقي (أبو حراب)، و 25 رأسًا من المها أبو عدس (البقر الوحشي) إلى محمية وادي ريم وادي أخيم في تشاد.
وبحسب المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي فقد وصل عدد المها الأفريقي (أبو حراب) التي تتجول بحرية في البرية إلى 460 رأس من المها الأفريقي (أبو حراب) مع ولادة 15 عجلاً خلال العام الحالي، بالإضافة إلى 96 رأسًا من المها أبو عدس منها 5 عجول ولدت هذا العام بفضل هذا البرنامج.
كما نجحت هيئة البيئة - أبوظبي في نقل خمسة رؤوس من غزال الداما في 14 مارس 2022، والتي انضمت إلى قطيع غزال الداما البرية الأخرى التي تم أسرها ضمن برنامج الهيئة للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.
ولمراقبة هذه الحيوانات بشكل دقيق نجحت هيئة البيئة في تركيب أطواق تتبع لـــ 7 رؤوس من الحيوانات البرية منها 6 للمها الأفريقي (أبو حراب)، ورأس واحد من المها أبو عدس، حيث تم تزوديهم بأطواق تتبع عبر الأقمار الصناعية، مما يتيح المجال لمراقبتها عن كثب، وتتبع القطيع للتعرف على مدى تأقلمه مع البيئة المحيطة، ومعرفة المزيد عن تكاثره وسلوكه في البرية.
وتسعى هيئة البيئة – أبوظبي من خلال إعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب) إلى إنشاء قطيع صحي ومستدام ذاتيًّا يضم 500 رأس من المها في منطقة محمية طبيعية معزولة داخل محمية وادي ريم – وادي أخيم في دولة تشاد تمتد على مساحة تصل إلى 77،950 كيلومتر مربع، وذلك بعد عقود من إعلان الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في عام 2000 أن هذا النوع "منقرض في البرية.
تجدر الإشارة إلى أنّ البرنامج كان قد انطلق في عام 2014، مع إطلاق أول مجموعة من المها الأفريقي (أبو حراب) في بيئاتها الطبيعية في البرية في عام 2016، والتي تمت مراقبتها للتأكد من أنها تتمتع بحالة جيدة وصحية وقادرة على التأقلم بشكل جيد مع محيطها الجديد.
وتضمنت المرحلة الثانية من برنامج إعادة توطين الأنواع مع إضافة نوع جديد من الأنواع المهددة بالانقراض وهو المها أبو عدس، وفي نوفمبر 2019، تم نقل المجموعة التجريبية الأولى المكونة من 15 رأسًا، وتلاها نقل المجموعة الثانية المكونة من 25 رأسًا في مارس 2020.
ويتضمن برنامج إعادة توطين كلا النوعين تعاونًا وثيقًا مع مجموعة من الشركاء الدوليين من المؤسسات العالمية الرائدة. ومن بين هذه المؤسسات وزارة البيئة والثروة السمكية في تشاد، وصندوق الحفاظ على الصحراء، ومعهد سميث سونيان للمحافظة على الكائنات الحية، وجمعية علوم الحيوان في لندن، ومركز فوسلرم للحياة البرية، ومؤسسة مارويل لصون الحياة البرية، والجمعية الملكية لعلوم الحيوان في اسكتلندا، والاتحاد الأوروبي، ومعهد سانت لويس للحيوانات البرية.
المها الأفريقي (أبو حراب)
تجدر الإشارة سميت المها الأفريقي (أبو حراب) بهذا الاسم نسبة لقرونها الرائعة التي تشبه النصل، وهي طويلة ومنحنية مثل السيف العربي التقليدي.
ومن الصعب توقع المدة التي يمكن أن تعيش فيها المها الأفريقي (أبو حراب) في البرية، خاصة بالنظر إلى أنّ موطنها الأصلي قد تغير منذ الإعلان عن انقراض هذه النوع. ومع ذلك، فإنها عادة ما تعيش إلى فترة تصل إلى 20 عامًا في الأسر.
يمكن أن تعيش المها الأفريقي (أبو حراب) لأشهر أو حتى سنوات بدون شرب الماء. وباعتبارهم حيوانًا يعيش على الرعي فهو يستمد معظم حاجته اليومية من الماء من الرطوبة التي توجد على النباتات التي يأكلها.
وتتكيف المها الأفريقي (أبو حراب) تمامًا مع المناخ الصحراوي الحار والجاف، كما أنّ لديها نظام دوران فريد في جمجمتها، والذي يبرد الدم حتى -15 درجة مئوية (5 درجات فهرنهايت) من خلال الشعيرات الدموية في الأنف قبل أن يصل إلى الدماغ.
يمكن أن تستشعر المها الأفريقي (أبو حراب) التغيرات البسيطة في رطوبة الهواء على مسافات تزيد عن 100 كيلومتر. كانت هذه المهارة المذهلة في الكشف عن المياه تعني أن القطعان غالبًا ما كانت تتبعها القبائل عن كثب أثناء سعيها للحصول على الماء.
المها أبو عدس
أما المها أبو عدس أو كما يعرف بالظبي اللولبي القرون فهو من الظباء الصحراوية التي تتكيف بشكل جيد للعيش مع الظروف القاسية في الصحراء ونادرًا ما تحتاج إلى شرب الماء من أجل البقاء.
ولسوء الحظ كانت قرونها اللولبية المذهلة ولحمها سببًا لاصطيادها حيث شهد القرن الماضي انخفاضًا كبيرًا في أعدداها من البرية بسبب تدهور مواطنها الطبيعية وعمليات الصيد الجائر خاصة مع تطور المركبات والمعدات المستخدمة في الصيد غير القانوني بالإضافة إلى تأثيرات المشاريع التطويرية على الموائل الطبيعية.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر تويتر "سيدتي"