في كل قضية تم مماطلة فيها توجد (بقرة صفراء)، وبكل تأخير لا خير فيه هناك اتفاق على عدم الاتفاق.
حتى يقذف بنا الوقت لزاوية الاضطرار! ويتم الأمر بخلاف ما نريد (رغماً عن الأنوف).
"فذبحوها وما كادوا يفعلون".
التأخير والمماطلة، يظنها البعض خيراً وإجراء ينم على حنكة وحكمة، وما هو في الحقيقة إلا خلاف ذلك.. قائم على مبدأ ستصل وقد طارت الطيور بأرزاقها!
المبالغة في السؤال والتفحص أحياناً مذموم، خاصة إن كان الضرر يلحق بذات الكل. ويقتل (بذرة) الفائدة التي قد تبور؛ لأنه فاتها وقت حصادها.
وبالجهة الأخرى من المعنى؛ قالوا
"في التأني السلامة" و"أكل العنب يكون حبة حبة"، و"في العجلة الندامة".
كل هذا وذاك يعدل كفة الميزان؛ فالتوازن حكمة ومعيار العقل السليم الذي يرفض أي تطرف أو تطفيف في الكفتين.
فتارة كن هنا "اعقلها وتوّكل"، وتارة هناك "تأنَّ وشاورْ"، المعاملات في الحياة فرص؛ تُغتنم وبعضها يؤجل، وأكثرها قد نتخلى عنه إن لزم الأمر.
التطرف يخل التوازن؛ أخذ الأمور بحديّة مفرطة والرَكن لأقسى الخيارات لن يزيدها إلا صعوبة ونفوراً.
لا تلجأ في السِلم لخيار لا يتم اختياره غالباً إلا في حالات الطوارئ، ولا تتراخَ فتصبح بلا قبْضة وتضيع من يدك الفُرص.
تذكر لا إفراط ولا تفريط، وخير الأمور أوسطها منهج نبينا خير البشر -عليه أفضل السلام والتسليم- وعلى هذا تستقيم الحياة وسُبلها، وتُفتح المغاليق وتُسد الفجوات، وتكون المقاربة بين ما يجب وما يمكن.
كل هيّن ليّن تحبه القلوب، والوسط هو خير ما تقع عليه المشورة.
كن (سهلاً) في المعاملات (ممتنعاً) في قراراتك.
يسهل التعامل معك ويصعب تقليدك. موازنة ينتهجها الذين يعلمون كيف يمارسون الحياة.