في الحقيقة، وجود علامات تجارية خليجية له تأثير قوي وواضح على ارتفاع الناتج المحلي في الاقتصاد الخليجي، ولكن هذا التأثير سيكون على المدى البعيد، وبعد العمل على البنية التحتية لهذه الصناعة لتهيئتها للمبادرين في هذا القطاع، ولكن في الوقت الراهن، بعد تغير بعض القوانين والتغيرات في معدل دخل الفرد، يجب على المؤسس تحديد الفئة المستهدفة، حيث هذه العلامات قد لا تلبي الحاجات الأساسية للفرد، بل قد تكون كماليات في مجتمع متوسط الدخل، وفهم احتياجات الفئة المستهدفة وتلبيتها أسهل بكثير من تغير المجتمع ورفع هامش الربح في قطاع الرفاهية، حيث هذه المنتجات أو الخدمات التي تقدمها هذه العلامات، قد لا تكون من أولويات الفرد، بل هي إضافة لأساسيات الحياة، وهنا نعود إلى الفكرة الأساسية من إنشاء هذه العلامات، هل نريد أن نكون إضافة إبداعية في هذه الصناعة، أم نريد أن نحقق أرباحاً؟ أو الجمع بين الهدفين؟!.. لذلك يجب وضوح الأهداف لتحقيق القيمة والتعامل الصحيح للوصول إليها، فالتأسيس يتطلب إدارة مالية قوية، وموارد بشرية، لأنها تعدّ قطاعاً صناعياً وخدمياً، وهذه العلامات تحتاج إلى دعم مؤسسي عالٍ جداً، لأنه عادة ما يقدم عليها الفرد بشكل هواية لا أكثر.. ويكون هنا التساؤل: كيف لنا أن نهيئ البيئة الاقتصادية لإنشاء علامات تجارية؟، فدول الخليج تقدم العديد من التسهيلات لتحفيز الإنتاج المحلي، حيث توفر بعض الدول الأراضي لإنشاء مصانع ومخازن لدعم المبادرين، ولكن المستهلك الخليجي لديه صورة نمطية للعلامات المحلية، وهنا ينقصنا وجود جامعات مختصة ودراسة هذا القطاع بشكل مهني، لأن فهم المجتمع الخليجي وثقافته لن يقدم بشكل متقن إلا من قبل أهل هذه الثقافة، لذلك دورنا هو تحفيز وإرشاد المبادرين والمستثمرين لهذا القطاع، بما يخلق فرص نمو اقتصادي كبير في المنطقة، فالتحديات التي ستواجه هذه العلامات يمكن حلها بدعم المستهلكين المحليين، والمخاطر المحتملة تتركز في الجانب الإداري، وتُحل بمجرد التعاون والعمل مع الشركات الصحيحة والمختصة في هذا المجال، التي تقدم خدمات إدارية وتسويقية وتشغيلية لهذه العلامات. لذلك أنصح بالتوجه إلى المشاريع الخدمية في هذه الصناعة التي تخدم المصمم والمبادر في هذا القطاع، ولكن بعد الدراسة الصحيحة لهذا المجال، والتي قد تسهل على المصمم الخليجي، أو مؤسس العلامة، الكثير من الوقت والجهد للتوسع ونمو هذه العلامة، مع الحرص على أنه قطاع جديد ومختلف تماماً عما هو رائج في المنطقة، وله حساسيته التي يجب الحذر في التعامل معها، وتقديمه بأفضل صورة مرجوة للمستهلك.