المرحلة الجامعية هي المرحلة التي تلي مرحلة الثانوية مباشرة، وتُعتبر أهم المراحل الدراسية في حياة الطلاب؛ إذ يحصل بعدها الطالب على درجة البكالوريوس أو الليسانس، وتكمن أهمية هذه المرحلة في أن الطالب خلالها يصبح مؤهلاً للعمل، وكما أنها تزوّده بالكثير من الخبرات، سواء في الحياة العملية، أم الاجتماعية، وتُعتبر المرحلة الجامعية أحد العوامل الأساسية التي تصقل شخصية الطالب، وتؤهله للكثير من الأشياء التي تأتي بعد الجامعة مباشرة، ويرتبط الأداء الدراسي في الحياة الجامعية بالتأقلم مع الحياة بالجامعة؛ فكلما انخرط الطالب في مجتمع الجامعة، تحسّن أداؤه الدراسي، وبالتالي زادت قدرته على تحقيق النجاح والتفوّق.
إلا أن هناك بعض الأمور قد تعوق الطلاب، يقول الدكتور تامر شلبي، خبير التنمية البشرية لـ«سيدتي»: هناك جوانب سلبية للحياة الجامعية بطبيعة الحال، وينظر معظم الأشخاص إلى الحياة الجامعية كواحدة من أجمل أيام الحياة، ومن أهم مراحلها، لكن هذا الشعور الإيجابي غالباً ما يكون بعد التخرج، وربما بعد سنوات من مغادرة الجامعة.
أبرز سلبيات الحياة الجامعية:
• التوقعات غير الدقيقة:
من الشائع أن يواجه الطلاب خيبة الأمل عند الانتقال إلى الحياة الجامعية، بسبب التوقعات المرتفعة عن الجامعة والأوساط الجامعية، وربما يعتقد الطالب أن المرحلة الجامعية ستكون أقل ضغطاً من ناحية الدراسة، وفيها فرص أكبر للاستمتاع والترفيه، لكن على أرض الواقع، يواجه معظم الطلاب الجادّين أزمةً في الوقت، تجعل فرص الترفيه أقل، كذلك الأمر فيما يتعلق بالمادة العلمية نفسها، والتوقعات التي يبنيها الطالب قبل الدخول إلى الجامعة، وحتى على مستوى التوقعات العاطفية والاجتماعية، قد يواجه الطالب واقعاً مغايراً.• الضغط النفسي الشديد:
المرحلة الجامعية من أصعب المراحل التي يمر بها الإنسان؛ حيث يتعرض الطالب الجامعي لضغط نفسي شديد، في محاولة الموازنة بين حياته الاجتماعية ودراسته والتخطيط لمستقبله، ومحاولة السعي لاكتساب الخبرة العملية في مجال دراسته.. إلخ، وفي حال لم يتمكن الطالب من التعامل مع هذا الضغط الشديد، قد يواجه نوبات من الإحباط والاكتئاب.
• المشاكل الاجتماعية:
تجمع الجامعة فئات اجتماعية مختلفة وثقافات متباينة، وعادةً ما تظهر بعض الصعوبات الاجتماعية التي لم يختبرها الطالب في بيئته الضيقة قبل الجامعة؛ حيث تُعتبر الحياة الجامعية مدخلاً مهماً لفهم الحياة الاجتماعية بطريقة أفضل، لكن الصعوبات الاجتماعية التي يعاني منها بعض الطلاب، قد تكون سبباً في القلق الاجتماعي والشعور بالعزلة.
• المشاكل المالية:
تتطلب الحياة الجامعية الكثير من المصاريف، ليس فقط مصاريف الدراسة الأساسية ومستلزمات الدراسة، وإنما أيضاً مصاريف شخصية ضخمة؛ ليتمكن الطالب من التأقلم والتكيّف مع حياته الجامعية، والكثير من الطلاب يلجأون للعمل مع الدراسة؛ لتغطية مصاريفهم الجامعية؛ مما يُعتبر ضغطاً إضافياً على الطالب.
• المشاكل الدراسية:
يواجه الكثير من الطلاب مشاكل دراسية تؤثر على حياتهم الجامعية ككل، منها المشاكل التي تتعلق بتوقعات الطالب غير الدقيقة عن طبيعة التخصص، أو المشاكل التي تتعلق بفهم المواد الدراسية واستيعابها بشكل جيد؛ إضافة إلى الكثير من المشاكل التي يقع فيها الطلاب مع المدرسين والمصححين في الجامعة، وشعور الطلاب الدائم بالغبن والظلم في الكثير من مؤسسات التعليم العالي.• مشاكل شخصية:
قد تكون الحياة الجامعية بيئة خصبة لتفاقم المشاكل الشخصية؛ فمَن يعاني مِن الخجل الاجتماعي مثلاً، قد يتفاقم خجله في الحياة الجامعية، بسبب عدم قدرته على التكيّف، ويتحول إلى قلق اجتماعي.