منذ ما يقارب عشر سنوات، انتشرت في الوسائل الإعلامية تقاريرٌ رسميةٌ محليّةٌ ودوليّةٌ، تعدد الوظائف والمهن التي سينتهي أمرها لتحل محلّها الروبوتات، حتى عندما تم الإفصاح عنها، كانت خطةً قد تمت دراستها مسبقاً، وبعض دول العالم بدأت بتنفيذها بالفعل، هنا تبهت البلدان حول العالم، ومنها العربية، إلى ضرورة التعديل الجذري في تخصصاتها الجامعية لربطها بسوق العمل، فالروبوتات باتت تغزو العالم، حتى أنه تم إطلاق روبوتات تجري عمليات جراحية، وبقدر ما كان الأمر مخيفاً للجميع، بقدر ما حرك الخطط المستقبلية باتجاه آخر نحو التخصصات الجامعية التي كان لا بد من تغييرها باتجاه الذكاء الاصطناعي. جولة مع أكاديميين وخبراء للتعرف إلى خلق اختصاصات جديدة تساعد في تأمين فرص العمل للخريجين بسرعة وسهولة.
أعدّت الملف | لينا الحوراني Lina Alhorani
تصوير | عبد الله رمّال Abdullah Rammal
الرّياض | يارا طاهر Yara Taher
تصوير | صالح الغنّام Saleh Alghanam
البحرين | عواطف الثّنيان Awatif Althunayan
القاهرة | أيمن خطّاب Ayman Khattab
المغرب | سميرة مغداد Samira Maghdad
تونس | مُنية كواش Monia Kaouach
من السعودية
راكان الحقباني:
مخرجاتُ جامعاتنا أكثر تناغماً مع سوق العمل
باتت التخصُّصاتُ الحديثةُ ركيزةً مهمةً لتحقيق أهداف رؤية 2030، مثل التخصُّصات المتعلِّقة بالحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، كما أشار راكان الحقباني، عضو هيئة التدريس في جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز - تخصُّص نظم المعلومات.
من هذه المجالات التي اشتُهرت حديثاً تعلُّم الآلة Machine Learning، وعلم البيانات، الذي يتعلَّق بكيفية التعامل مع البيانات، سواءً من حيث التحليل، أو التخزين، أو استسقاء المعلومات منها، وفي مقدمة موادها في نظري البيانات الضخمة Big Data، يتابع الحقباني: «إن جهود المملكة أثمرت عن تغيير وهيكلة الجامعات السعودية، وجعلت مخرجاتها أكثر تناغماً وملاءمةً لحاجات سوق العمل؛ ما جعلها أكثر انسجاماً مع كافة القطاعات في سوق العمل، وأشيد هنا بقرار الدكتور حمد آل الشيخ، وزير التعليم، الذي سيؤدي إلى رفع كفاءة الجامعات والكليات والأقسام، ويجعل الخريجين أكثر ملاءمةً لسوق العمل بأفضل المهارات».
رفعُ الوعي
يوضح الحقباني أن الجامعات السعودية تحرصُ على تهيئة طلابها لسوق العمل بجهود القطاعَيْن العام والخاص، ومشاركتهما المؤسسات التعليمية في رفع مستوى الطلاب، وتهيئتهم لسوق العمل، من خلال تدريبهم أثناء الدراسة، وتقديم برامج تعريفية لهم، ورفع وعيهم بمتطلبات سوق العمل وأهدافه.
يستشرف الحقباني العديد من التغييرات في المستقبل القريب، يستدرك قائلاً: «خاصةً أن وتيرة التغيير أصبحت أسرع بكثير مقارنةً بالسابق، وهنا سيكون التحدي كبيراً بالنسبة إلى الجامعات، وعلى الرغم من أهمية الدراسة، لكن يجب التركيز على المهارات الحياتية والاجتماعية، فهي بالأهمية نفسها في سوق العمل».
تابعي المزيد: جامعة تبوك تستحدث تخصصات نوعية جديدة وتعلن بدء القبول لخريجي الثانوية
من الإمارات
هبة المنصوري:
استخدمت تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتلخيص الأفكار المهمة بطريقة سهلة
هناك دعمٌ كبيرٌ للإعلامِ الرقميِّ
هي الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة مينانيوزواير MENA Newswire، تحدثت عمّا فعلته التخصصات في كليات الإعلام بالإمارات لتؤهل الدارس باحتياجات سوق العمل. طرحت هذه التخصصات الإنسانية برامج لتخريج كوادر تعمل في مجال الإعلام الرقمي للإسهام في تطوير هذا القطاع في الدولة، تتابع هبة: «تم طرح برامج بكالوريوس الإعلام الجماهيري والعلاقات العامة، وكذلك تدريب الدارسين على مهارات الكتابة والتحرير والتفكير النقدي، وتوظيف التقنية الحديثة في مجالات الإعلام لنشر الرسالة الإعلامية على مستوى دولة الإمارات، ومواكبة المتغيرات العالمية».
أكاديميةُ الإعلامِ الجديد
تبنت دولة الإمارات، أيضاً، برامجَ وتطبيقاتِ الذكاء الاصطناعي في الإعلام، كإمكانية التعلم الآلي، تستدرك هبة: «وذلك عن طريق معالجة وتطوير اللغة الطبيعية، والقدرة على التلخيص التلقائي، واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتلخيص الأفكار المهمة من بين البيانات والمعلومات بطريقة سهلة، إضافة إلى تدريب الطلاب على سبل دعم المهمات الصحفية الروتينية باستخدام التقنيات الحديثة، وإمكانية توليد القصص والمعلومات الإخبارية تلقائياً». يحرص كبار المسؤولين في دولة الإمارات على اعتماد البرامج والدورات التدريبية التأهيلية التي تدعم قطاع التعليم بأحدث الوسائل وربطه بسوق العمل، وكذلك دعم الإعلام الرقمي، تستدرك هبة: «منذ افتتاح أكاديمية الإعلام الجديد، وهي المؤسسة الأكاديمية الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، تحرص الأكاديمية على تأهيل وبناء قدرات الدارسين لاكتساب مهارات التعامل مع قطاع الإعلام الرقمي سريع النمو، إقليمياً وعالمياً، الذي يعد عاملاً أساسياً من عوامل دعم مسيرة التنمية في دولة الإمارات».
تابعي المزيد: أفضل التخصصات الجامعية لعام 2019 تتناسب مع رؤية 2030
من البحرين
عبد العزيز محمد:
التنافسيةُ في مهن الصناعات الإنتاجية
الجيل القادم من القوى العاملة التنافسية والإنتاجية في برامج الدبلوم الوطنية العليا المعتمدة من قبل الهيئات الدولية المواكبة لسوق العمل هو الأكثر إقبالاً من التخصصات الجامعية العلمية وفق رأي عبد العزيز محمد، أكاديمي في معهد التدريب بالبحرين.
أبرز التخصصات، التي كان الإقبال عليها كبيراً، وقد توسع المعهد بها، هي في برامج المستوى الرابع، وهي برامج الدبلوم الوطني العالي في البناء والعمران (الهندسة المدنية)، والهندسة الكهربائية والإلكترونيات والحاسب الآلي، والهندسة العامة، كما يكشف عبد العزيز، ويتابع: «بالنسبة إلى برامج المستوى الثالث للحصول على الدبلوم المطور، فتتضمن: الفنون، والتصميم الجرافيكي، والتصميم ثلاثي الأبعاد، والدبلوم المطور في الإنشاءات والبيئة العمرانية، والهندسة الكهربائية والإلكترونيات، والهندسة الميكانيكية، وكذلك برامج الدبلوم في إدارة السياحة والسفر، ودبلوم مطور في الزراعة... وغيرها الكثير».
كما يبين عبد العزيز «أن هناك توجهاً لتعلّم الصناعة والإنتاج، وليس الحفظ النسخي للمواد، ولن تكون هناك موادّ في الاتجاه الأخير».
دعوةٌ للشباب
أما المستوى الخامس، فيتضمن: البناء والعمران، والهندسة المدنية والكهربائية والإلكترونيات، والهندسة الميكانيكية، وعلوم الحاسب الآلي، والهندسة العامة، يعلّق عبد العزيز: «أدعو الشباب لدراسة هذه التخصصات؛ لمواكبة سوق العمل، وللاندماج في التنمية المستدامة، والمشاركة في بناء أوطانهم».
تابعي المزيد: كيف أحدد التخصص المناسب لي؟
من المغرب
د. فاطمة رومات:
أساتذةُ جامعاتنا اعتمدوا الاستشراف المستقبلي
لا يمكن توقع تغيير كبير في المستقبل، كما ترى د. فاطمة رومات، أستاذة العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، لكن يبقى البحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي ضرورة، وليس اختياراً، فرضتها التحديات الداخلية والإقليمية والعالمية.
مع الانتقال إلى عصر الذكاء الاصطناعي الذي فرضته الجائحة، كان لا بد من إعادة النظر في الاستراتيجية التي وضعتها وزارة التعليم العالي في خطة عام 2030، واستبدالها باستراتيجية جديدة لعام 2060، ترتكز على اليقظة الاستراتيجية والتكنولوجية، تتابع د. فاطمة: «لا بد أن يكون الذكاء الاصطناعي هو الهدف، على اعتبار أن هناك تغيرات كثيرة بدأ يعرفها سوق العمل الوطني والدولي، ويجب أن تكون الموارد البشرية في الجامعات المغربية قادرة على دخول هذا السوق».
أكد التقرير الصادر عن المجلس الأعلى للتعليم في المغرب، على تطوير المهن بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل المستقبلية، تستدرك د. فاطمة: «يتعين على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تشجيع الأساتذة الجامعيين على تقديم دراساتهم، مدعومة بالحد الأدنى من الإمكانات لإنجاحها».
خوضُ المغامرة
تحدثت د. فاطمة عن المبادرات الفردية لأساتذة يعملون على إدخال التخصصات الجديدة من خلال توجيه الطلبة إلى البحث العلمي، تستدرك قائلة: «لقد اعتمدوا الاستشراف المستقبلي، مع العمل على توفير الدعم المادي للباحثين الشباب في سلك الدكتوراة، الذين اختاروا خوض هذه المغامرة في انتظار وضع استراتيجية تعليم معتمدة على الذكاء الاصطناعي وخلق البنية التحتية التكنولوجية الضرورية».
تابعي المزيد: ضمن برنامج منشآت للمعسكرات الريادية الجامعية...السعوديات ومهارات الابتكار وريادة الأعمال
من مصر
د. هبة علي:
درجاتُ الثانويةِ اعتمدت على قياس الفهم
على الرغم من أن درجات النجاح فى الثانوية العامة جاءت متراجعة هذه السنة، فإنّها عبرت عن قدرات حقيقية يمتلكها الطلاب؛ لأنها اعتمدت على قياس الفهم والتطبيق والتحليل.
تبدأ د. هبة علي، خبيرة التنمية البشرية، بالحديث عن البرامج الجديدة، التي أطلقتها الدول العربية، مثل أول كلية للدراسات العليا للنانو تكنولوجي، وكلية علوم الطاقة الجديدة والمتجددة، وكلية علوم وتكنولوجيا الفضاء، وكلية الذكاء الاصطناعي والروبوت، وكلها تراعي متطلبات الثورة الصناعية الرابعة والخامسة، ودعم احتياجات الدولة، بما يتيح القدرة على مواجهة تحديات المستقبل، ومواكبة التطور التكنولوجي، تتابع د. هبة: «منها استحداث وتطوير كليات لوظائف المستقبل، فسوق العمل يتطلب مهاراتٍ تكنولوجيةً متقدمةً ولغاتٍ أجنبيةً متعددةً، التي توفرها كثير من الجامعات، خاصة الجامعات الأهلية، وهي جامعات دولية، ولها مكانة عالمية، وتمتلك برامج تعليمية متميزة؛ ما يتيح لطلاب الثانوية العامة التفوق فى دراسة برامج ليست موجودة فى الجامعات الحكومية والخاصة».
برامجُ تعليميّةٌ جديدةٌ
تدعو د. هبة أن يكون اختيار التخصص بالتشارك بين الطالب وولي أمره؛ حيث يكون رأي الطالب هو الأساس، تعلّق قائلة: «هناك تنوعٌ كبيرٌ في مصر من الكليات والجامعات التكنولوجية التى تتناسب مع متطلبات سوق العمل، التي تفرض علينا دراسة برامجَ تعليميةٍ جديدة».
تابعي المزيد: 20 فائدة مذهلة تحققها عند الذهاب للجامعة
من تونس
د. ريم جلّولي:
انْفَتِحُوا على العالم بمهاراتكم التقنية
تبدأ تهيئة الطّالب لسوق العمل حسبما تقول د. ريم جلّولي، أستاذة تعليم عالٍ بالجامعة التّونسيّة، متخصّصة في الاقتصاد الرّقمي والتّكنولوجيّات الحديثة في مجال الأعمال، منذ إعداد دليل التّوجيه؛ ليقدّم إلى الطّالب سلسلة من الاختصاصات الجامعيّة تكون مدروسة من طرف ممثّلين عن المؤسّسة الجامعيّة: مسؤولين، وأساتذة، وخبراء، وبمشاركة أصحاب الشّركات، ورجال الأعمال؛ للتّأكّد من ملاءمة هذه الاختصاصات لسوق العمل، أو لإضافة اختصاصات أخرى باتت ضرورية، أو ستكون مطلوبة بكثافة في غضون السّنوات القادمة، على غرار ماجستير الذّكاء الاصطناعي، وتقنيات المعلومات، وإنترنت الأشياء.
إدخالُ علم «الروبوت»
تطالب د. ريم بإدخال التكنولوجيات الحديثة إلى كلّ الاختصاصات الجامعيّة، سواء علميّة أو إنسانيّة؛ لتتماشى جميعها مع المتغيّرات الاجتماعيّة، وتصبح مطلوبة في سوق العمل، تعلّق قائلة: «كأن يكون إدخال علم «الروبوت» إلى الاختصاصات الزراعية لتسهيل العمل الزراعي، فيقبل عليها الفلاحون، موفّرين بذلك للطّالب المتخرّج فرص عمل جديدة. وبإمكان الطّالب المتخرّج أيضاً أن يبادر إلى بعث مشروع أو منصّة يوظّف فيها اختصاصه في الطّاقة البديلة والمتجددة، كطاقة الشّمس وطاقة الرّياح، أو يستثمر في الاقتصاد الدّائريّ والاقتصاد التّضامني لحاجة المجتمعات في العالم إلى هذه المشاريع الجديدة». وعن تهيئة الطّالب المتخرّج ليجد عملاً في أسرع وقت ممكن أثناء التخصّص، تجد د. ريم «أنّه صار لزاماً على المؤسّسات التّعليميّة أن تشرف على تأهيل الطّالب تأهيلاً مهنيّاً، إضافة إلى تأهيله تقنيّاً، فتدرّسه آليات التّواصل لتعوّده على احترام المواعيد، وعلى التحكّم في الوقت، وعلى الإعداد الجيّد للاجتماعات المهنيّة، وتدرّبه على العمل والخطاب الشّفهي».
تابعي المزيد: مسابقة Doodle for Google للطلاب.. إليك تفاصيلها والفائز فيها