تختلف حياة الطالب الجامعي عن حياته بالمرحلة الإعدادية والثانوية، يكمن هذا الاختلاف في عنصر الاستقلالية، لن يجبرك أحد على حضور المحاضرات، ولن يطالبك بتقديم عذر إذا تغيبت عن محاضراتك. الامتحانات ليست هي الطريقة الوحيدة للتقييم، تتوقف درجاتك ونتائجك على درجة استقلاليتك، لن يساعدك أحد على النجاح في كل فصل دراسي، لا توجد هناك محاضرات إضافية في الجامعة.
فضلاً عن ذلك، تختلف الجامعة كثيراً عن مراحل التعليم الأولى؛ فلن يفيدك حفظ الكتاب المدرسي في الحصول على درجات مرتفعة؛ حيث ينبغي عليك تقييم الأسئلة وإبداء آرائك؛ لذا عليك كما تقول الدكتورة إبتهاج طلبة، الخبيرة التربوية، بتغيير أسلوب تعليمك؛ حيث لم تعد الطرق القديمة تفيدك الآن.
العمل الجماعي
ستدرس في الجامعة بعض النظريات الصعبة، وستكون بصدد بعض الواجبات والقراءات، وعليك في هذه المرحلة أن تقرأ كثيراً وترجع لأكثر من مصدر، قد يكون العمل منفرداً بالأمر الصعب؛ حيث قد يتراكم عليك العمل أو تتعرض لبعض الأسئلة الصعبة، ومن ثم فالحصول على فريق دراسة، أمر مفيد للغاية؛ حيث يمكنك تقسيم العمل والقراءات بينك وبين أصدقائك، هذه المشاركة سترفع من مستوى تفكيرك، كما ستمكنك أنت وزملاءك من طرح الأسئلة الصعبة فيما بينكم؛ مما يساعد على فهم الموضوع فهماً جيداً، يمكنك استخدام بعض البرامج عبر الإنترنت مثل: دروب بوكس «Dropbox» لعمل بعض من المذكرات والمصادر التي يمكنكم مشاركتها فيما بينكم.
النوم الجيد
لا يحبذ العمل المستمر طوال اليوم وتناول كميات كبيرة من القهوة؛ لأن هذا سيؤثر على تحصيلك الدراسي؛ فالعقل المرهق لا يعمل بكفاءة، كما سيؤثر على تقديرك العام؛ نظراً لقلة النوم، علاوة على ذلك سيغلبك النوم خلال المحاضرات، وهو الوقت الذي ينبغي عليك الاستيقاظ فيه والتنبه.
الذهاب للمحاضرات
يعتبر حضور المحاضرات من أهم الأمور التي تساعدك في ضمان اجتياز الامتحانات بنجاح؛ لذا يعتبر هذا وقتاً مثالياً للحصول على معلومات إضافية، والتأكيد على فهمك للمحاضرات.
لا تقلق من طلب المساعدة حين تحتاجها
لا تنتظر مواجهة صعوبات في فهم المنهج الدراسي حتى تستعين بأحد المُدرسين الخصوصيين أو معيدك في المادة؛ فالحصص الدراسية التي تعقدها مع المدرسين الخصوصيين، لا تكون بغرض مراجعة المنهج الدراسي فقط؛ بل قد يُساعدك هذا المدرس ويوفّر لك فرصةً لتنمية وتطوير مهاراتك، ويجب أيضاً أن تتواصل مع أستاذك في المحاضرة الدراسية إذا شعرت أنَّ هُناك شيئاً في المنهج الدراسي لا تفهمه بشكلٍ كامل.
اذهب لمقابلة أستاذك في مكتبه
كن حريصاً على توطيد علاقتك بأستاذك، بالذهاب إلى مكاتبهم لرؤيتهم والتعرّف عليهم، ولكن اختر الوقت المناسب لذلك؛ فمن المعتاد أنَّ الأساتذة يحددون أوقاتاً أو ساعات معينة لمقابلة الطلاب فيها، اذهب في هذه الأوقات وقم بالتعرّف عليهم، بذلك سيدركون ويشعرون بجديتك في التعلّم ورغبتك في التفوق الدراسي، وبالتالي ستجد منهم الحرص على المساعدة وقتما احتجت إليها.
اخلق انطباعاً جيداً في البداية
ضع في حسبانك الانطباع الأول الذي تخلقه في ذهن أستاذك، من أفضل الطُرُق التي تخلق بها الانطباع الجيد، هو أن تُظهِر تفاعُلك واندماجك فيما يُشرح أثناء المحاضرات الدراسية، وبالطبع قراءاتك المسبقة وتحضيرك، سوف يسهل عليك كثيراً القيام بذلك أثناء المحاضرة الدراسية.
كن حريصاً على تنظيم وقتك
يُعتبر تنظيم الوقت خطوةً أساسيةً وضروريةً في طريق التفوق الدراسي، وهذه الخطوة أنت المسئول الوحيد عنها، ومن ثم تستعد للمذاكرة والعمل بجهد من جديد.
خطط لمُستقبلك
لا يوجد شيء يدفعك للعمل بجهد مثل رؤية أهدافك المستقبلية أمام عينك؛ لذلك كن حريصاً على وضع خططك والوعي بها، سواء الخطط قصيرة المدى مثل الحصول على دورات في مجال تخصصك، أو اختيار مجال معين تتخصص فيه بكليتك، أو قد تكون خططاً طويلة المدى مثل دراساتك العليا إذا كُنت مهتماً بالمسار الأكاديمي، أو فرصك بالعمل إذا كُنت مهتماً أكثر بالمسار العملي.
اكتب ملاحظاتك باستمرار
قد لا تهتم بكلِّ ما يُقال أو يُكتب أثناء المحاضرة؛ لاعتمادك على الكتب الدراسية، لكن كُن حريصاً على تدوين المُلاحظات التي يقولها أو يكتبها الأستاذ.
وبالرغم من صعوبة هذه العادة للبعض، لكنها من العادات الجيدة التي ستسهّل عليك كثيراً أثناء المذاكرة، وهي أن تراجع ما دونته في المحاضرة اليوم بعد عودتك إلى منزلك قبل الخلود إلى النوم، تُراجع بإيجاز لتتأكّد أنَّ كلّ المعلومات في المحاضرة كانت مفهومةً بالنسبة إليك.
كُن متحملًا للمسئولية
في النهاية المداومة على المحاضرات، وإنهاؤك التكليفات الدراسية في وقتها المحدد، واستفسارك عن الأسئلة التي تشغل ذهنك، البحث عن أماكن للمذاكرة تشعر فيها بالتركيز، ومُبادرتك للبحث واستخدام مصادر خارجية، كلّ ذلك يرجع إلى اختيارك أن تقوم به أم لا، ما يهم بشكلٍ عام هو أن تتولى دوراً فعالًا في مسيرتك الدراسية، وتتحمل مسئولية نفسك، وأخيراً لا تقلق من التحدث في المحاضرات والمناقشة مع أستاذتك وزملائِك.
حضر نفسك للتحدي
المرحلة الجامعية هي مرحلة مليئة بالتشويق والخبرات الجديدة، ولكنّها تُعتبر أحد التغييرات الهامة في حياة الإنسان، وقد تشعر أحياناً بالضغط والإرهاق أو الإحباط، ولكن اعلم أنَّه من الطبيعي أنَّك لن تعرف كلّ شيء؛ لذلك، كُن منفتحاً على الخبرات الجديدة والتغيير الذي سيطرأ على حياتك؛ فهذا هو الوقت المناسب حتى تتكوّن شخصيتك وآراؤك الخاصة حول ما يدور حولك، وهذا هو الوقت المناسب حتى تتعلّم كيف تُناقش وتُقابل أشخاصاً مختلفين عنك في خلفياتهم الفكرية والاجتماعية.
لإبداء آرائكم والأفكار التي تودون تناولها في قسم «شباب وبنات»، راسلونا على الإيميل الخاص بالقسم:
shababwebanat@sayidaty. net
وسنقوم بالإجابة أو العمل على الموضوعات في أقرب وقت من الإرسال.