يا جمال الرسائل المكتوبة؛ خبر من "حبر وورق" تأتيك محملة بشيء من كاتبها، عطره أو فوضى من يده، (أثر بصمة) غير مقصودة أو مقصودة!
تفاصيلها، حبرها، فواصلها، والحروف الجميلة (الكاف، الهاء، والميم) تصف غالباً شخصية من تقرأ له.
اصطفاف الكلمات وانسياب الأخريات، إيماءات تُخبرك لُب المعنى، وما يدور في جوف المشاعر، متى يقسو ومتى يلين. واستمتاع بحديث حي بين حاضر وغائب!
الكلمة الأخيرة في الرسالة هي كل شيء، وفيها كل شيء. تأتي لتنهي حديثاً لا ينتهي، وتبقى حاضرة معنا بتأثير يتجدد.
أن تكتب رسالة رومانسية لمن تحب بخط يدك؛ فهذا يعني أنها ستكلفك الكثير من الحس والذوق الجمالي "السهل الممتنع".
باقة من المشاعر، الانتقاء والتفنن في وضوح وخجل..
إلى يومنا هذا هناك من ينتظر رسالة من أحدهم، تُسلم له يداً بيد.
بعيدة عن أي تدخل تكنولوجي.. عليها فقط مؤثرات من يحب.
رسالة يركض بها إلى حجرته، ويغلق الباب خلفه، يكرر قراءة السطر الذي أرهقه حباً أكثر من مرة..
جمال "الرسائل الورقية" يكمن في خصوصيتها المحمية..
تصلك وهي محكمة الإغلاق بلا تدخل يشي بفضول أحدهم ولا محاولة اختراق.