خلق الله تعالى البشريّة وجعلهما زوجين اثنين ذكر وأنثى، قال تعالى: (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)، ومع الّتقدّم والتّطور الحاصل في العالم، أصبحت البشريّة أكثر وعياً بالتّكافل والاعتماد المتبادل بين الجنسين، وأنّ التّوازن بين حاجات المجتمع وموارده سيؤدّي للسّلام والتّوافق داخل النّفس البشريّة خاصّةً، وداخل المجتمع عامّةً.
وقد تمكّنت المرأة من وضع بصمتها في هذه الحياة، فهي تشكّل نصف المجتمع وتلد النّصف الآخر، وبذلك أصبحت تشكّل المجتمع بأكمله، وبالتّعاون بين الجنسين في كل مجالات الحياة، وتقدير إسهامات بعضهم سيتمكّن الطّرفان من خلق بيئة أخلاقيّة ونفسيّة تؤدّي للازدهار، ويجب العمل على طرد اللّوم جانباً، فلا يلجأ إليه أحدهما ويتّخذه سبيلاً، إلّا أنّ الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فقد تعترض طريقهما بعض الصعاب والعوائق، ويكون هدف كلّ طرف يختلف عن الآخر.
ونجد أنّ بعض النّساء تسعى جاهدةً للحصول على زوج من دون أيّة متطلّبات، ولكن سرعان ما تبدأ بعد ذلك قائمة الطّلبات الّتي لا تنتهي، فيلجأ الرّجل لتلبيتها بغية الحصول على رضاها، ولكنّ بعض النّساء يستهويهنّ هذه الطّريقة، فتعمل الزوجة على استنزافه مادّيّاً حتّى وإن كان ذلك صعباً عليه مع وضع التّبريرات المختلفة لذلك، كمجاراتها لصديقاتها يجعلها تكلّف زوجها مادّيّاً فوق طاقته، من شراءٍ للملابس والذّهاب للسّهرات والمناسبات، فالحياة والمرأة قد يتشابهان وقد يختلفان، والحياة على قدر ما تعطيها تأخذ منها، أمّا المرأة فما تعطيه اليوم لا بدّ أن تزيده غداً مع مراعاة البُعد عن الصّديقات السّلبيّات، لأنّ الكثير منهنّ تحثّ صديقاتها العملَ على استنزاف جيوب أزواجهنّ بشتّى الطّرق، إمّا حفاظاً على حياتهنّ الزّوجيّة وإما تقليداً للأخريات أو بغية حبّ الظّهور، وبذلك لا تترك له فرصة التّفكير بزوجةٍ ثانية، وبذلك تكون قيّدته وكبّلت يديه خلال الطّلبات الّتي ترهقه وتجعل جُلّ تفكيره تأمين كلّ ما هو مطلوب منه.
إلّا أنّ هذا التّصرّف يُعدّ تصرّفاً خاطّئاً جدّاً، لأنّ الزّوج إذا قرّر الزّواج بأخرى فلا شيء يمنعه ويعيقه عن ذلك، فهو بشرٌ يرضى ويكره، يحبّ ويغضب، يعمل على استقرار أسرته وإسعادها خاصّة إن أُصيب بضيقٍ ماليّ، فيعمل جاهداً لتأمين ذلك حفاظاً على استقرار أسرته وإسعادها.
إنّ الهدف من الحياة الزّوجيّة هي سعادة الطّرفين وتمتّعها بالهدوء والهناء، فالسّعادة ليست بهدر المال حفاظاً على أفكارٍ مغلوطة، علماً أنّ السّعادة جزء أساسيّ في الحياة تأتي من خلال العشرة الطّيّبة والأخلاق الحسنة واحترام كلّ منهما للآخر مع الثّقة بين الزّوجين، لأنّ المجتمع يقوم عليهما لإكمال مسيرة حياتهما وإعمار الأرض، ونصيحتي لكلّ زوجة أن تجعل بيتها بستانٍ تفوح منه أجمل العطور، تجد فيه عائلتها كلّ ما تطلبه وتستهويه النّفس، وبالتّالي تقوم حياة الأسرة على المحبّة والمودّة ولا شيء يعكّر صفوها.