مع اقتراب فترة دخول طلاب الجامعات لامتحانات التيرم؛ حيث يستعدُ كثيرٌ من الطلاب الآن لهذه التجربة، في الأغلب تحمل الكثير من الخبرات للطالب، ودائماً ما يتساءَل الطالب كيف ينجح في الجامعة من النواحي الأكاديمية والاجتماعية أيضاً؛ لما للجامعة من الأثر الكبير في تغيير أفكاره وشخصيته وربما مهاراته.. يقول الدكتور حسن شحاتة الخبير التربوي لـ«سيدتي»: يجب التخطيط لها وتحقيق النجاح الذي يضمن الاستفادة منها بقدر المستطاع.
بعض النصائح التي تساعدك على النجاح في حياتك الجامعية
- الاندماج في مجتمع الجامعة، وبناء علاقات مختلفة:
لا شك أنَّ بناءَ علاقات مع الأشخاصِ المحيطين بك في الجامعة، شيءٌ ضروري؛ فكُلما تعرّفت على كليتك وجامعتك قبل بدء العام الدراسي، شعرت أكثر بالراحة أثناء دراستك.. لذلك، كن حريصاً على الانضمام للأنشطة المختلفة التي تُقام بالجامعة قبل أو أثناء الدراسة.
كذلك اسعَ للتعرّف دائماً على أشخاصٍ جدد؛ فهُم المصدر الأساسي للحصول على المعلومات التي تُريدها فيما يخص الدراسة؛ فعلى سبيل المثال: ادعُ صديقك الجديد بعد انتهاء المحاضرة لقضاء وقت للمذاكرة سوياً، أو حتى الجلوس في مكانٍ ما؛ لتناول شيء؛ فبذلك تكون قادراً على بناء علاقات إنسانية في المكان الجديد، تساعدك على الشعور بالألفة في المكان، وكذلك الاستعانة بها إذا أردت الاستفسار عن شيء ما.
- حضور المحاضرات:
لا تستهن بحضور المحاضرات؛ فالحضور شيء بالغ الأهمية إذا أردت أن تتفوق أكاديمياً؛ فلا تعتمد على أنَّك إذا قرأت الكتب الدراسية قبل الاختبارات مباشرةً، ستكون قادراً على التحصيل السريع وستُصبح جاهزاً للاختبار؛ فكثير من أساتذة الجامعة لا يتّبعون الكتاب الدراسي كما هو، ويضعون مقررات دراسية أُخرى بالمحاضرة ذاتها، وكذلك بعض الأساتذة يعلنون عن أشياء هامة في المحاضرات، ويقولون نصائح هامة ومفيدة لدراستك، وأخيراً حضورك الدائم سيُساعد في تعرّف أستاذك عليك والثقة بالتزامك، ومن ثَم سيُبدي ترحيباً إذا طلبت مُساعدته في أيّ شيء.
- لا تقلق من طلب المساعدة حين تحتاجها:
لا تنتظر مواجهة صعوبات في فهم المنهج الدراسي حتى تستعين بأحد المُدرسين الخصوصيين أو معيدك في المادة؛ فالحصص الدراسية التي تعقدها مع المدرسين الخصوصيين لا تكون بغرض مراجعة المنهج الدراسي فقط؛ بل قد يُساعدك هذا المدرس ويوفّر لك فرصةً لتنمية وتطوير مهاراتك، وبعيداً عن المدرس الخصوصي أو مُعيد المادة، يجب أيضاً أن تتواصل مع أستاذك في المحاضرة الدراسية إذا شعرتَ بأنَّ هُناك شيئاً في المنهج الدراسي لا تفهمه بشكلٍ كامل.
- اذهب لمقابلة أستاذك في مكتبه:
كن حريصاً على توطيد علاقتك بأستاذك؛ فعندما تحصل على جدولك الدراسي في بداية العام وتعلم أسماء أساتذتك، اذهب إلى مكاتبهم لرؤيتهم والتعرّف عليهم، ولكن اختر الوقت المناسب لذلك؛ فمن المعتاد أنَّ الأساتذة يحددون أوقاتاً أو ساعات معينة لمقابلة الطلاب فيها، اذهب في هذه الأوقات وقم بالتعرّف عليهم، بذلك سيدركون ويشعرون بجديتك في التعلّم ورغبتك في التفوق الدراسي، وبالتالي ستجد منهم الحرص على المساعدة وقتما احتجت إليها.
- اخلق انطباعاً جيداً في البداية:
ضع في حسبانك انطباعك الأول الذي تخلقه في ذهن أستاذك، من أفضل الطُرُق التي تخلق بها الانطباع الجيد، هو أن تُظهِر تفاعُلك واندماجك فيما يُشرح أثناء المحاضرات الدراسية؛ فحتى لو شعرت بالتوتر والإحباط، كن حريصاً دائماً على اختيار مقعد في الفصل الدراسي يكون ظاهراً لأستاذك، ثم أظهر التفاعل معه من خلال رفع يدك وطرح الأسئلة وانتباهك المستمر لشرحه، وبالطبع قراءاتك المسبقة وتحضيرك، سوف يسهل عليك كثيراً القيام بذلك أثناء المحاضرة الدراسية.
- تجنب المماطلة:
والتأجيل، لكل طالب جامعي طريقة مفضلة للدراسة؛ فليس كل ما يصلح لأحد الطلبة يصلح للآخرين؛ فبعض الطلبة يحبون الدراسة ضمن مجموعة دراسية؛ لأنها تزيد دوافعهم وتبعدهم عن المماطلة، والبعض الآخر تعمل المجموعات الدراسية على الحد من إنتاجيتهم؛ لذلك يُفضل اتباع الطريقة التي تناسب الطالب أثناء القيام بالمهام الدراسية، من أجل القضاء على الملل والملهيات التي تسبب المماطلة والتأجيل، عن طريق مراجعة التجارب الدراسية السابقة، وأيها كان فيها أكثر تركيزاً وفعالية وبعيداً عن التشتت.
- الحصول على نوم كافٍ:
النجاح في الحياة الدراسية الجامعية، يتطلب اتباع الروتين اليومي للأداء الأعلى، كما في أيّ مجال آخر، وهو العمل المكثف لفترات زمنية تترواح من أربع إلى ست ساعات، ثم إتباعها بكميات كبيرة من نوم ليلي عالي الكثافة يصل إلى تسع ساعات، كما يفعل أغلب عباقرة الشطرنج، وعازفو الكمان، ونخبة الرياضيين في العالم، وتكمن أهمية النوم في تحقيق النجاح، وراء كونه يعمل على إنشاء اتصالات جديدة في الجهاز العصبي؛ مما يتيح الكثير من الوقت الكافي لاستيعاب أيّة مدخلات جديدة في العقل تم اكتسابها من العمل المكثف.
- كن حريصاً على تنظيم وقتك:
يُعتبر تنظيم الوقت خطوةً أساسيةً وضروريةً في طريق التفوق الدراسي؛ فكلّ الخطوات التي ذكرناها سابقاً وسنذكرها لاحقاً، لا يُمكن تحقيقها من دون تنظيم الوقت، وهذه الخطوة أنت المسؤول الوحيد عنها؛ فأنت الذي يمكنه تنظيم وقته بفاعلية؛ لتخصيص وقت للمحاضرات، ووقت للمذاكرة، ووقت للأنشطة الطلابية، وأخيراً وقت للعمل إذا وُجد، وبالطبع لا تنسَ تخصيص وقت محدد للترفيه والاستمتاع بأيّ شيء؛ فذلك يُساعدك على شحن طاقتك، ومن ثَم تستعد للمذاكرة والعمل بجهد من جديد.
- خطط لمُستقبلك:
لا يوجد شيء يدفعك للعمل بجهد مثل رؤية أهدافك المستقبلية أمام عينك؛ لذلك، كن حريصاً على وضع خططك والوعي بها، سواء الخطط قصيرة المدى، مثل الحصول على دورات في مجال تخصصك، أو اختيار مجال معين تتخصص فيه بكليتك، أو قد تكون خططاً طويلة المدى مثل دراساتك العليا، إذا كُنت مهتماً بالمسار الأكاديمي، أو فرصك بالعمل إذا كُنت مهتماً أكثر بالمسار العملي.
- اكتب ملاحظاتك باستمرار:
قد لا تهتم بكلِّ ما يُقال أو يُكتب أثناء المحاضرة؛ لاعتمادك على الكتب الدراسية، لكن ما يُقال في المحاضرة قد يختلف عما يوجد في الكتاب الدراسي؛ لذلك، كُن حريصاً على تدوين المُلاحظات التي يقولها أو يكتبها الأستاذ.
- كُن متحملاً للمسؤولية:
ما يهم بشكلٍ عام، هو أن تتولى دوراً فعالاً في مسيرتك الدراسية، وتتحمل مسؤولية نفسك، وأخيراً لا تقلق من التحدث في المحاضرات والمناقشة مع أستاذتك وزملائِك.
- حضّر نفسك للتحدي:
المرحلة الجامعية هي مرحلة مليئة بالتشويق والخبرات الجديدة؛ فاعلم أنَّه من الطبيعي أنَّك لن تعرف كلّ شيء؛ لذلك، كُن منفتحاً على الخبرات الجديدة، والتغيير الذي سيطرأ على حياتك؛ فهذا هو الوقت المناسب حتى تتكوّن شخصيتك وآراؤك الخاصة حول ما يدور حولك، وهذا هو الوقت المناسب حتى تتعلّم كيف تُناقش وتُقابل أشخاصاً مختلفين عنك في خلفياتهم الفكرية والاجتماعية.