الاستقرار يعني المحافظة على حالة التّوازن رغم ما تعصف بالإنسان نائبات وظروف قاسية، فعلى الرّغم من تعدّد أنواع الاستقرار إلّا أنّها جميعها تندرج تحت مظلّة حياة أسريّة سعيدة، وإنّ أهمّ عنصر في العلاقة الزّوجيّة، والّذي يُعدّ من الأشياء الّتي تغيب عن الأذهان، هو الاستقرار بأنواعه، الأسريّ والنّفسيّ والعاطفيّ، والّذي مقرّه ومنبعه هو المنزل، ذلك أنّ العيش في منزل مستقرّ يختلف عن العيش في منزل العائلة الكبير، على الرّغم من جماليّته والإحاطة بالعائلة الكبيرة والسّند العظيم وقت الحاجة، إلّا أنّ الخصوصيّة تكاد تكون مفقودة مقارنة بمنزلٍ يضمّ الزّوجين والأولاد، ويجد الزّوج نفسه سيّد هذا المنزل، وملك قلعته في حين الزّوجة تُنصّب ملكته على الرغم من كبر المسؤوليّات على عاتقها، كما أنّ الاستقرار النّفسي يُحسّن من شخصيّتها ويجعل قراراتها صائبة فيما يخصّ عائلتها، فهي الأقدر على اختيار الأفضل لها لامتلاكها زمام الأمور.
إنّ الاستقرار الأسريّ مرتبط بالعلاقة الأسريّة النّاجحة والتّفاعل البنّاء بين أطرافها، والّذي ينتج عن المحبّة والتّعاون الّذي تتّسم به هذه العائلة، وكذلك التّفاهم بين الزّوجين يقود للاستقرار النّفسي لهما، ما ينعكس استقراراً للعائلة بأكملها، فهو يُبعِد الإنسان عن ردّة الفعل السّلبيّة والاضطرابات والعُقَد، وبالتّالي تحمّل كلّ من الطّرفين للآخر ودعمه له، ناهيك عن الاستقرار العاطفيّ والّذي لا يعني أن يكبت الإنسان عواطفه ويجعلها تؤثّر على قراراته، سواء أكانت سلبيّة أم إيجابيّة، ما يمنح الشّخص قدرة كبيرة على رؤية الأمور من زوايا متعدّدة، ومن ثمّ اتّخاذ القرار الصّائب بعيداً عن ردّات الفعل المتأثّرة بالعواطف، وتساعده في ذلك ثقته بنفسه ومرونته على تقدير الأمور بشكلها الصّحيح.
وهذه دعوة لكلّ الشّباب الرّاغب بالزّواج أن يعمل جاهداً لتأمين مستلزمات منزله، ويكون له مسكنه الخاصّ، الّذي يشعر داخله بالرّاحة والأمان والاستقرار الأسريّ والنّفسيّ والعاطفيّ، مع الاحترام المتبادل بين الزّوجين والموازنة بين العمل والعائلة، وأيضاً تخصيص وقت للأسرة بعيداً عن العمل وضغوطاته، وتكاتف الأسرة عند وقوع أحد أفرادها بمشكلة معيّنة، فهي العنصر الأساسيّ في المجتمع، متى استقرّت استقرّ المجتمع نفسيّاً وعاطفيّاً وعلى جميع الأصعدة، وبالتّالي ازدهر وتطوّر.