ما يجعل الأطفال أكثرَ ذكاءً، قد يفاجئك؛ فعلى عكس التفكير الشائع؛ فإن تطوير معدل ذكاء الطفل لا يعني تحفيزه على المزيد من الأسئلة أو تحسين ذاكرته؛ بل هي مجموعة أنشطة، على الآباء والأمهات القيام بها يومياً مع أطفالهم.. كما يكشف عنها الاختصاصيون التربويون.
1. اقرأي/أ لهم لتحسين الذكاء اللفظي واللغوي
الذكاء اللُغوي هو القدرة على معالجة المعلومات باستخدام الكلمات واللغة.. وبالمقارنة مع الصور أو الكلام، تعَد القراءة أكثر صعوبة؛ لأن أجزاءً من دماغ طفلك تقوم بإجراء اتصالات.. عندما يقرأ؛ فهو مطالَب أيضاً بالبناء والتخيّل.. لا تساعد القراءة فقط في تحسين اللغة، وهو أمر ضروري للتواصل ومتابعة مهام الحياة اليومية لطفلك؛ بل إنها تحافظ أيضاً على ثبات ذهنه.. والبدء في القراءة مبكراً، قد لا يساعد فقط في نمو معرفة القراءة والكتابة لدى طفلك، ولكنه قد يفيد أيضاً مجموعة واسعة من القدرات المعرفية، التي تُعتبر حاسمة في وقت لاحق من حياته، وقد أظهرت النتائج أيضاً، أن حجم القراءة كان له مساهمة كبيرة في المفردات والمعرفة العامة والطلاقة اللفظية والهجاء.. باختصار، القراءة تجعل طفلك أكثر ذكاءً!
إذا كان لديك أطفال صغار بدأوا للتوّ في التحدث والقراءة؛ فاقرأي معهم يومياً؛ لتوسيع مفرداتهم، ولفت انتباههم إلى كلمات معينة.. وللأطفال الأكبر سناً، قومي بتقديم قصص المفاهيمية؛ لتوسيع مفرداتهم وتشجيع خيالهم، هذا يساعدهم على فهم أفضل للمفاهيم المجردة.
تعرّفي إلى المزيد: عادات يومية تقوي الروابط بينك وبين أبنائك
2. العبي مع أطفالك بالمكعبات والأدوات لتحسين الذكاء المكاني
الألغاز، والمكعبات، وألعاب الذاكرة، والحِرف اليدوية، وتماثيل الدُمى- هذه هي الأدوات التي يجب على كل طفل أن يكبر معها.. امنحي أطفالك متسعاً من الوقت والمساحة للعب بهذه الأدوات، عندما يكونون في مرحلة ما قبل المدرسة.. تُعتبر لعبة البناء مهمةً ومفيدة بشكل خاص؛ لأنها تمنح طفلك فرصاً تعليمية متعددة.
عند بناء الهياكل، يكتشف الأطفال الوعي المكاني ويطورونه.. الذكاء المكاني هو القدرة على تخيل الصور في عقول الأطفال، عند تحديد كيفية تكديس المكعبات، تحت أو فوق أو عمودي؛ حيث أظهرت الدراسات أن تطوير المهارات المكانية، يدعم التعلم اللاحق في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.. فالأطفال الصغار، الذين يلعبون المكعبات، لديهم قدرات حسابية أقوى في المدرسة الابتدائية.
3. علميهم الرياضيات والتمارين البدنية
يمكنك البدء باستخدام أمثلة ملموسة لإظهار العلاقة بين الأشياء.. مثل: الفرق بين المربع والمستطيل، أشيري إلى أشياءَ حقيقية مربعة ومستطيلة في المنزل.. وادفعيه إلى رؤية الأشياء ولمسها ليشعر بالفَرق.
بدلاً من مجرد كتابة الرقم "2" للطفل، علميه الأرقام عن طريق المكعبات والأشياء.. لتوضيح مفهوم "3 + 4"، ضعي 4 دببة على الطاولة في خط، ثم أضيفي 3 دببة أخرى ببطء.
إلى جانب التعرض المبكر للرياضيات، تشير الأبحاث أيضاً إلى أن النشاط البدني يمكن أن يحسّن أيضاً الذكاء؛ حيث وُجد أن بعض الهرمونات يتم إفرازها أثناء النشاط البدني، وهي مفيدة لمنطقة الحصين المرتبطة بالتعلم والذاكرة في الدماغ؛ لذا اصطحبي أطفالك للخارج؛ للجري واللعب والتعثر!
4. ادعمي طفلك مهما كانت درجة ذكائه
سواء أكان طفلك ذكياً حقاً، أو كان ذكاؤه متوسطاً، لا يهم؛ فالمهم هو ما تخبرينه أنت به؛ إذ تمّ إجراء دراسة حيث أخبر معلمو المدارس الابتدائية مجموعةً من الطلاب الذين تم اختيارهم عشوائياً، بأنهم أذكياء.. لم يتم إجراء اختبار خاص لتمييز هؤلاء الأطفال على أنهم "أذكياء"، ولم تتم إضافة أيّ شيء أو تغييره في الفصل الدراسي.. ومع ذلك، بحلول نهاية العام الدراسي، حصل الأطفال الذين أخبرهم المعلمون بأنهم "أذكياء"، على متوسط درجات ذكاء أعلى من بقية زملائهم في الفصل.. إن كلماتك وإيمانك به، هي التي ستؤثر على طفلك مدى الحياة.
كيف يمكنك صياغة المديح الذي يشجع تطور الذكاء؟
بدلاً من الثناء على نتائج طفللك وقول: "رائع، لقد سجلت درجات كاملة، أنت ذكي جداً!".. قولي بدلاً من ذلك: "لقد رأيت أنك حقاً بذلت الوقت والجُهد لأداء واجبك المنزلي.. تعجبني الطريقة التي جرّبت بها الكثير من الطرق المختلفة في امتحان الرياضيات، هذا حتى تعلمته أخيراً.. أنا فخورة حقاً بأنك تمسكت بالتعلم ولم تستسلم!".
اعلمي أن الأطفال يحتاجون إلى جرعة جيدة من التشجيع لتحفيز تعلمهم.. بصفتك أحد الوالدين، لديك تأثير كبير على تعلمهم.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارةَ طبيب متخصص.
تعرّفي إلى المزيد: 5 نصائح إيجابية يجب أن تعطيها لطفلك
