الخجل الاجتماعي مشكلة تواجه الصغار، ويعاني منها الكبار أحياناً، وتجاهُل الأمر قد يَزيد من خجل الطّفل وتوتره وقلقه أمام الآخرين أو في المدرسة، ولا يقتصر الخجل على: خجل الحديث، أو خجل التفاعل مع الكبار، أو خجل الاجتماعات؛ فهناك الخجل الاجتماعي الشامل الذي تتغير ملامحه وفقاً لسنوات العمر.. لهذا، لا بد من وضع طرق بسيطة لعلاج خجل طفلك الاجتماعي؛ وفقاً لعمره.. اللقاء وخبيرة شؤون الطفل، الدكتورة منى خليل؛ للشرح والتفصيل.
معلومات تهمك
- الخجل الاجتماعي شعور طبيعي عادي مثل الشعور بالخوف، أو الإجهاد أو الحزن، ولكنه يشكّل عقبة إذا زاد عن الحدّ المعقول؛ مما يؤثر على حياة الطفل الاجتماعية والنفسية والدراسية أيضاً.
- الخجل الاجتماعي عند الطفل نتيجة لإصابته بالرُهاب الاجتماعي، وهو مرض قابل للعلاج؛ إما بالعلاج السلوكي وحده، أو بمزيج من العلاج السلوكي والأدوية.
- والعلاج السلوكي يتم بإكساب الطفل مهارات اجتماعية وحياتية جديدة؛ حتى يشعر بمزيد من الثقة في البيئات الاجتماعية، ويتم توجيه الطّفل نحو التّصرف والسّلوك الصحيح.
- وذلك حالة حضوره حفلة، أو كان يتحدث عبر الهاتف، أو عندما يطلب المساعدة من أحد، ومن ثَمّ تعويده على مواجهة هذه المواقف تدريجياً باستخدام مهارات جديدة حتّى يعتادها.. ويتخذها سلوكاً.
- والعلاج بالأدوية يتمثل في.. تناول الأدوية التي تؤثر على الخلايا العصبية في الدماغ، والتي تحمل الإشارات المرتبطة بالقلق، وهذه الأدوية لا يأخذونها لفترة طويلة.
تكوين صداقات يقلل من خجل الطفل
دعم الأهل والمدرسة في خطة العلاج
- يحتاج الطّفل الذي يُعاني من الخجل الاجتماعي إلى الدّعم من الأهل والمُدرسين في المدرسة، ويتم باتّفاق مُسبق بينهم.
- جهّز الطفل للمواقف التي تجعله يشعر بالقلق أو الخوف، واشرح له بمشهد تمثيلي في المنزل، كيف يتصرّف.
- أخبر الطفل عن الأوقات التي شعرت فيها بالقلق في المواقف الاجتماعية، وكيف واجهت مخاوفك؛ فهذا الأمر سيُشعره بالطمأنينة والفضفضة معك.
- شجّع طفلك دوماً على الألعاب الجماعية، والانضمام إلى الأنشطة الاجتماعية، ولكن من دون إجبار، أو عقاب وتأنيب، ولكن لا تُشجّعه على تجنّب المواقف الاجتماعية.
- تجنَّب التحدث نيابة عن طفلك في المواقف الاجتماعيّة؛ بل أعطه حق الرّد على الآخرين، والحديث بطريقته الخاصة والتّعبير عن رأيه.
- عزز ودعّم الطفل لتشجيعه بعد أن يتحدّث على الهاتف مع أحد، أو بعدما يُجاوب أسئلة الأستاذ في المدرسة، وأخبره بأنك فخور بأنه يتحسّن اجتماعيّاً.
- تجنَّب وصف الطّفل بأنه خجول، أمام الآخرين؛ بل شجّعه وأخبره أن يقول وداعاً لصديق التقى به عدة مرات، ومرحباً لشخص قابله للتو.. وهكذا.. الثقة بالنفس تعالج الخجل.
تعزيز ثقة الطفل خطوة لعلاج الخجل
طرق لعلاج خجل طفلك الاجتماعي.. وفقاً لعمره
- الطفل في عمر ما قبل المدرسة.. ينبغي مساعدته على اللّعب وتكوين الصداقات منذ السنة الأولى من عمره، ويُعَد من أفضل الطرق التي تساعد على البدء بعلاج خجله.
- مثل اللّعب معاً بقطع المكعبات، أو ركل كرة.. كلٌّ بدوره؛ لتوضيح أنّ لكلّ شخص دوراً في اللعب، وأنّ هناك طرفاً آخر مشتركاً وعليه التواصل معه.
- كما يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على تقبُّل الأطفال الآخرين واللّعب معهم، ومناقشته في الألعاب التي يُسمح للأطفال الآخرين بالتشارك معه في لعبها.
- عمل أنشطة جماعية ممتعة، تتضمن الحركة والجري، أو تجميع الكرات متشابهة اللون، ويكون ذلك بشكلٍ جماعيّ، مع ضرورة عدم إهمال أيّ طفل ومشاركة الجميع.
- ما يساعد على بناء علاقاتٍ اجتماعيّة إيجابيّة للأطفال مع أصدقائهم، وهي من الأمور المهم اكتسابها في مرحلة ما قبل المدرسة، من أجل تنمية مهاراتهم الاجتماعيّة.
- ومن المهم كذلك زيادة ثقة الطفل الخجول بنفسه، وتشجيعه على الجرأة؛ خصوصاً في المواقف التي يشعر فيها بالخجل، ويُمكن مساعدته بالتّكلم عن نفسه ودعمه وتشجيعه بشكلٍ مستمر.
مهارات الطفل من عمر السنة إلى ثلاث السنوات
في عمر السنة
- عدم إجبار الطفل على الذهاب لشخص لا يعرفه بشكلٍ مفاجئ؛ بل بأسلوب تدريجي، بما يُساعده على الذهاب وحده لاحقاً.
- مُشاركة الطفل الخجول الألعاب الاجتماعيّة في بداية اللعبة، ثمّ الانسحاب تدريجياً.
- تشجيع الطفل على السيطرة على مشاعره، وتوضيح أنّ شعوره بالخوف شعور طبيعي ويستطيع التغلب عليه.
- تجنُّب المبالغة في الاهتمام بمشاعر الطفل الخجول والبقاء معه بشكلٍ دائم، بهذه الطريقة لن يستطيع التغلّب على خجله.
- إدراك الوالدين بأنّهما قُدوة للطفل؛ لذا يجب التزامهما بسلوكيات اجتماعيّة حتى يتعلمها الطفل منهما.
- وجود الوالدين في المواقف الجديدة.. وذلك لتشجيع الطفل على تجاوز الموقف، والتوضيح أنّ الوضع سيصبح أفضل.
- الاطّلاع على كتب الأطفال وقصصهم، واختيار المواضيع التي تناسب هدفهم، كالتعاون، والصداقة، ومساعدة الآخرين.
وفي عمر السنتين إلى ثلاث سنوات
- ينبغي على الوالدين في هذه المرحلة، الانتباه لمشاعر أطفالهم، ومتابعتها ومحاولة السيطرة عليها، من أجل توجيهها بالشكل الصحيح.
- تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره وكلّ ما بداخله بوضوح ومن دون خوف.. ممارسة ألعاب جماعيّة مع الطفل، والتي تُعلمه المناقشة والحوار.
- انتهز الفرصة لإظهار الحبّ للطفل، سواء بالتعبير بشكلٍ مباشر عن حبه له، أو من خلال عناقه مثلاً.
- الطفل المحبوب من قِبل والديه، لديه قدرة أكبر على التعبير عن مشاعره ومشاركة الآخرين هذه المشاعر.
الطفل في عمر المدرسة
- مساعدة الطفل على تكوين الصداقات الجيّدة، ذلك بمُتابعة الأنشطة والممارسات الاجتماعية لطفلهم، والإشراف من دون التدخُّل المباشر في اختياراته.
- التدخّل في حالة ممارسة الطفل لسلوك اجتماعي سيّئ؛ حتى لا يتطوّر هذا السلوك؛ مما يؤثر على تفاعله اجتماعيّاً؛ فالأطفال لا يرحبون بالتفاعل مع الطفل السيّئ أو العدواني.
- تدريب الطفل على ضبط عواطفه، ولتحقيق ذلك، على الوالدين السيطرة على عواطفهم عند صدور فعل سيّئ من الطفل، وعدم الصراخ عليه أو شتمه بعباراتٍ مُهينة.
- مساعدة الطفل على فهم تعبيرات الوجه، وتدريبه عليها؛ مما يساعده على تطوير علاقاته الاجتماعيّة.
- ومن المهم تنمية الجانب العاطفي للطفل، سواء الشخصي أو عواطفه تجاه الآخرين، وذلك من قِبل الوالدين أو المشرفين عليه؛ إذ لا بد من مُساعدة الآخرين.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.