لا تستحقني. لأنني عشقت فيك الوهم واكتشفت الحقيقة. لا تستحقني. أقولها ليس مواساة لنفسي، ولكن قناعة. أحياناً حاجتنا للحنان والمشاعر تجعلنا نتمادى في اندفاعاتنا. نرى الجزء ونتولى نحن رسم بقية الصورة كيفما نتمناها. ويا للخيبة. نعتقد أن ما توهمناه هو الواقع. ألا يقولون إن الحب أعمى؟ وأنا أقول إن الحرمان من الحب والتلهف عليه، يصيبنا بعمى الألوان وفقدان البصيرة.
لا أمِّنُ العطاء، ولن أنقّب عن الأخطاء. لكنني سمحت لمشاعري أن تنطلق على سجيتها. قررت أن أخفف هذه الحراسات المشددة التي كنت أضعها على قلبي كي لا يجرح. كسرت عهوداً اتخذتها خوفاً من مرارة الجروح ولحظة الندم. ما الفائدة. بعدما تغرق السفينة ماذا يفيد الحديث عن متانتها وصلابتها؟ هناك لحظة ضعف عند كل إنسان يستطيع أي شخص أن يستغلها، فما بالك بالأحاسيس والمشاعر الإنسانية.
ما أصعب الجحود في هذا الزمن. إنه يغتال البراءة ويلوث عفوية الحياة ونقاء المشاعر. الأشخاص الأنانيون يفكرون في أنفسهم، ويضعون "الأنا" محور الكون، والعالم يدور من حولهم. والأسوأ أنهم يعتقدون أنه أمر طبيعي. يا لقسوتهم، بل ربما يا لغبائهم. لأنهم يظنون أنهم يربحون، لكنهم الخاسرون في نهاية المطاف.
ميزة الحياة أنها تدفعنا للأمام حتى لو حاولنا أن نتمسك بالماضي، لأن الزمن لا يعود إلى الوراء أبداً. حكمة إلهية عظيمة. تخيل لو نستطيع أن نعيد عجلة الزمن، لكنا توقفنا عند الأشخاص أنفسهم ولربما عشنا وهماً زائفاً وأقنعنا أنفسنا به.
لا.. لا أريد أن يعود الزمن إلى الوراء. حتى تجاربي الفاشلة هي جزء مني. وكل صفحة من حياتي لها قيمة حتى لو مرت بها سطور مزيفة. حياتي الآن بدأت، والمستقبل ينتظرني بلهفة. لا مجال للندم بعد الآن. خياراتي أنا من يصنعها، والأجمل هو الذي لم يأت بعد.
اليوم الثامن:
الأشخاص المزيفون في حياتنا
يقدمون لنا هدية رغم إساءاتهم
يمنحوننا فرصة أن نكتشف أنفسنا
ونبدأ الحياة كيفما نريد من جديد