الصّديق هو الأخ والسّند، هو كنز حقيقيّ لا يعوّض، والمقصود بالصّديق هو الشّخص الحقيقيّ لا المزيّف، الّذي تجده أوقات الشّدّة والرّخاء، الفرح والحزن، يحبّك من دون مقابل أو مصلحة، يتمنى لك ما يتمنّاه لنفسه، يرشدك نحو الطّريق القويم، فصحبة الأخيار تجلب الخير في حين صحبه الأشرار- أبعدهم الله عن الجميع - تورث النّدامة، الصّديق الحقّ ينصحك إن رأى فيك عيباً لتقوّمه، ويشجّعك إن لمس الخير ويعينك على الأعمال الصّالحة، مثل هذا الصّديق ينبغي التّمسّك وعدم التّفريط به، أمّا ذلك الّذي ينتقد صديقه في كلّ شيء، لا يسرّه ما يفعله أو يقوله صديقه، دائم النّقد واللّوم كأنّه ينفث السمّ في قلب الصّداقة، يستنزف الطّاقة، يكون سبباً لردّات فعل خطيرة من قبل الآخرين نتيجة انتقاداته اللّاذعة، وما يبثّه من طاقة سلبيّة تُلحق الضّرر بالصّحّة النّفسيّة لمن حوله، هذا الشّخص المنتقد الّذي لا يعجبه أي تصرّف يقوم به صديقه فنراه دائم اللّوم مع توجيه كلمات انتقاديّة لدرجة يصل فيها الانتقاد لطريقة اللّباس والشّكل والكلام بأسلوب بسيط أحياناً أو بعبارات لاذعة جارحة قاسية أحياناً أخرى، فجلّ حديثه عن الآخرين وانتقاد أفعالهم وأقوالهم وتصرّفاتهم، يتصيّد عيوبهم من دون أن يُثني على أحدهم وكأنّه شخص مميّز منزّه عن النّقائص، لا يمتلك نقاط ضعف، هذا النّوع من الأشخاص يجلب الملل للآخرين، ويجعلهم ينفضّون من حوله.
" إنّ وجود مثل هؤلاء الأصدقاء سواء النّكديّ أو الانتقاديّ أمر متعب في حياتنا، لأنّه سيجلب الصّداع والتّعب والإرهاق".. بقلم مايا الهواري @MayaAlhawary في #مدونات_سيدتي على الرابط https://t.co/7KotCC7M6U pic.twitter.com/iK7LeWnT5J
— مجلة سيدتي (@sayidatynet) April 12, 2023
يتشابه مع هذا النّوع الانتقاديّ ذلك النّكديّ الّذي لا يلبث أن يراك هادئاً مستأنساً فرحاً حتّى يحوّل لحظتك هذه للحظات مليئة بالكلمات النّكديّة، يحوّل الفرح حزن ملقياً على مسامعك أخباراً صادمة، حزينة، بائسة، يائسة، تحمل معها الاكتئاب، مسبّبة مرضاً نفسيّاً روحيّاً مع طاقةٍ سلبيّة تسرق كلّ شيء إيجابيّ.
إنّ وجود مثل هؤلاء الأصدقاء سواء النّكديّ أو الانتقاديّ أمر متعب في حياتنا، لأنّه سيجلب الصّداع والتّعب والإرهاق، وقد يسبّب الإحباط من دون أن نشعر، ينبغي تجنّبهم ما استطعنا، والابتعاد عن التّعامل معهم حتّى لا نستنفذ طاقتنا الإيجابيّة ونعود صفر اليدين محطّمين نفسيّاً وكأنّ اليأس بدأ ينبت داخل النّفوس، فتصيبنا عدوى نكدهم وانتقادهم، لذا أَحِط نفسك بالأصدقاء الإيجابيّين المفعمين بالحيويّة والأمل، المتفائلين الّذي يأخذون بيدك نحو عالم النّجاح والتّميّز، فهؤلاء هم الأصدقاء الحقيقيّون الكفء، منبع الأمل الذي يلوّن الحياة بأجمل الألوان.