علم النفس النسوي

ديالا عيتاني
ديالا عيتاني
ديالا عيتاني

تكمن أهمية دور الأمومة في أنها عامل أساسي في قيام الأمم وتربيتها، فمن دون دورالأم ليس هناك عظماء وعلماء يفيدون الإنسانية في تطوير المجتمع وتغيير الواقع إلى الأفضل، ومن أهم أدوارالأم ضمان الاستقرار النفسي والمعنوي لأفراد العائلة، والقيام ببناء شخصيات موزونة تتمتّع بالأخلاق والقيم التي تعكس إيجابياً على المجتمع، إلى جانب تربية الأطفال وتثقيفهم.

تكمن الصحة الجسدية في سلامة الجسم من الأمراض وسلامة الأعضاء الداخلية، ولا بدّ من الإشارة إلى أن الصحة النفسية هي عنصر أساسي في حياة المرأة من حيث مستوى سلامتها وتوافقها، وهي ليست مادية يمكن قياسها، إنما تبرز من خلال السلوك الخارجي وتفاعلاتها واستجاباتها التي يكون فيها متوافقاً نفسياً واجتماعياً والشعور بالسعادة مع النفس ومع الآخرين.

 

 

فمن هنا تقدر المرأة على تحقيق الذات والأهداف، وتطوير أفراد عائلتها والمجتمع بأكمله. فتزرع الاستقرار، وتنشر السعادة، وتختار أرقى الأساليب السليمة والمتوازنة من أجل حل المشاكل الاجتماعية، فتنشئ المرأة أفراداً مستقرين يتمتّعون بالصحة النفسية السوية، وتتمتّع بالتماسك والقوة الداخلية؛ ما تجعله يتفاعل بطريقة إيجابية مع وقوع المصاعب والضغوط الحياتية.

إن المرأة لا تطلب أن تكون أفضل من الرجل، إنما تريد أن تكون أقوى وأفضل من قبل، وألا يتكرّر ما كان يزعجها ويضعفها في الماضي. ومن ناحية الخبراء النفسيين، هناك فروقات جسدية وفكرية تختلف ما بين النساء والرجال، فعادة ما تقوم المرأة بالتعبير عن مشاعرها والتصريح عما تفكر به، بينما يقوم الرجل بإخفاء مشاعره والتحكّم فيها ويلجأ أحياناً إلى الصمت.

إن الصفات الحميدة هي التي تزيّن شخصية الإنسان، وتتأثّر هذه الشخصية بالعوامل الخارجية. فالمرأة تهتم دوماً بما يجعلها مميّزة، وتسعى إلى اكتمال الجمال الداخلي، ويعكس ذلك شخصيتها، وإبرازها بأرقى صورة، من خلال التعاطف مع الآخرين، وطريقة التعبير عن مشاعرها، وصفاء قلبها، فهذه نقاط قوة تتمتّع بها المرأة، وخاصة عندما تنجز أموراً عدة في وقت واحد.

هناك أمور عدة مهمة يجب على المرأة الاهتمام بها، كصحتها النفسية من ناحية التعبير عن مشاعرها، فطبيعة المرأة جيّاشة تتّسم بالسيولة العاطفية، ولديها القدرة للتعبير عن الظلم الذي حلّ بها والتغلّب على مشاكلها، وتطالب بحريتها، وتعزّز ثقتها بنفسها، وتقدر احترام الذات. فتختار المناسب لها، وتستطيع أن تميّز ما بين الصح والخطأ وتعطي لنفسها قيمة.

للمرأة دورها الفعّال في المجتمع، فلها قيمتها ومكانتها أينما حلّت، فهي نصف المجتمع من ناحية الأمومة والأخت والزوجة والصديقة والمعلّمة والطبيبة. هي الركن الأساسي في المنزل، ولديها دورها الفعّال في تربية أطفالها، إضافة إلى تحمّل مسؤولية بيتها ونظامه. فهي قادرة على تغيير المجتمع وتطويره، فهي تستحق التكريم والتقدير وتأمين حقوقها المادية والمعنوية، فتلك الحقوق تضمن لها ولأسرتها استقرارها النفسي والمادي.