وجه الموسيقار عمر خيرت، نصيحة لصناع الموسيقى التصويرية للدراما العربية، طالبهم فيها بصقل موهبتهم بالعلم والدراسة، وعدم التوقف عن متابعة كل جديد في "علوم الموسيقى"، مؤكداً أن المواهب العربية كثيرة ومتميزة ولكن الموسيقى بالأساس علم يجب أن يخضع للدراسة.
عمر خيرت الفائز بجائزة الشيخ زايد للعام الحالي في "شخصية العام الثقافية" قال خلال حواره مع الإعلامية شيرين حمدي في برنامج “لقاء خاص"، إنه يحب العديد من مؤلفي موسيقى الدراما والسينما الجدد منهم؛ هشام نزية وخالد حماد ويحيى الموجي، مودي الإمام، مضيفاً: “أنصحهم بالمذاكرة، فالموهبة تثقل بالمذاكرة.. العلوم الموسيقية كتيرة ومهم أنها تتدرس.
أضاف عمر خيرت أن الموسيقى أثرت وتأثرت بالهوية المصرية، وقال: “كون أن إحنا عرفنا أن من7 آلاف سنة كان عندنا موسيقى، فده شيء جميل جداً وبيدي قيمة كبيرة للإنسان المصري”.
عمر خيرت: أنا حياتي موسيقى
تابع عمر خيرت قائلاً: أنا حياتي موسيقى.. من صغري وأنا عايز أعيش مع الموسيقى، كنت بشوف أبوبكر خيرت من وأنا طفل وكان نفسي أبقى زيه.
وواصل عمر خيرت قائلاً: إنه في البداية كان يقدم موسيقى خالصة وليست أغنية كاملة، وهذا كان اتجاهاً جديداً على الأذن المصرية والعربية، لأن الغناء هو الموسيقى بالنسبة للشعوب العربية، مضيفاً أنه قدم ما هو جديد من خلال تصميمه لقوالب موسيقية أحبها الجمهور واستمع إليها.
أوضح أن أصعب التحديات التي واجهته خلال مسيرته الفنية تتمثل في الجهد والمذاكرة، موضحاً أنه استطاع وتمكن من الدراسة في بلده كما أنه حظى بشهرة كبيرة.
أشار إلى أنه عند التحضير لأي عمل فني يقوم بقراءة السيناريو خاصة في المسلسلات، كما أنه يشاهد الأفلام قبل تحديد الموسيقى الملائمة.
استكمل: الموسيقى من الـ لا شيء دي بتبقى حرية مطلقة للفنان، أنه يجي له أي إحساس ويقدر أن هو يكمل فيه براحته ويعمله بدون ارتباط بحد.
أكد أنه يحب الجمال والطبيعة والحب والعلاقات الإنسانية ويستلهم من خلالهم الموسيقى التي يقدمها.
عمر خيرت "شخصية العام الثقافية"
وأعلنت جائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب في دورتها لعام 2023، منح الموسيقار عمر خيرت جائزة شخصية العام الثقافية في دورتها الـ17، تكريماً لمسيرته الإبداعية التي امتدت لعقود قدّم خلالها مجموعة من الأعمال الموسيقية الخالدة أسهمت في تشكيل وجدان وثقافة شعوب المنطقة.
ومن المنتظر أن يتوجه عمر خيرت، إلى دولة الإمارات يوم 21 من مايو الجاري، ليتسلم الجائزة يوم 23 مايو.
ووافق مجلس أمناء الجائزة على قرار الهيئة العلمية للجائزة بمنح الموسيقار عمر خيرت جائزة شخصية العام الثقافية؛ تقديراً لجهوده المتميزة وأعماله الموسيقية اللافتة، التي أحدثت نقلة في تقديم الأعمال الموسيقية ببصمة خاصة وواضحة، تجلت في العديد من المقدمات الموسيقية الخاصة بالأفلام والأعمال الدرامية، وتميزت بشخصيتها وبجُملها الموسيقية التي تتسم بالعمق والثراء والتدفق.
يأتي هذا التكريم من قبل جائزة الشيخ زايد للكتاب، انطلاقاً من كون إمارة أبوظبي عاصمة للفن والإبداع، ومصنفة من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" "مدينة الموسيقى"، ونظراً لاهتمام الإمارة الكبيرة بالموسيقى، حيث إنها جسرَ التقاء بين العالم العربي والثقافات الأخرى، وتساهم بشكل هائل في تعزيز الانفتاح والتبادل الثقافي ودعم هذا القطاع، مما يعزز فرصَ الاندماج والهوية عبر المجتمعات وبين الأجيال.
عم عمر خيرت مؤسس أكاديمية الفنون
عمر خيرت ابن شارع خيرت الذي سمي الشارع بهذا الاسم؛ تقديراً لجده الذي حول منزل الأسرة في الحي العريق إلى صالون ثقافي، كان يلتقي فيه صفوة الفنانين والمثقفين والأدباء والصحفيين، وهو الأمر الذي أثر كثيراً في مسيرته وشخصيته الإنسانية والفنية، وهذا يعني أنه ورث جيناته الفنية من العائلة، خاصة عمه أبوبكر خيرت مؤسس أكاديمية الفنون وأول عميد للكونسرفتوار، ولأنه فنان مختلف، فمشواره مع الموسيقى مختلف يستحق التتويج بالجوائز.
سيرة حياة عمر خيرت
ولد الموسيقار عمر خيرت عام 1947 في حي السيدة زينب بالقاهرة لأسرة محبة للفنون، وعشق البيانو الذي اكتشف معه مناطق موسيقية جديدة في إحساس وذكريات وقوة الشخصية المصرية.
وتخرج خيرت في معهد الكونسرفتوار، وكان من ضمن الدفعة الأولى من المعهد الموسيقى الذي اسسه عمه أبوبكر خيرت، حيث درس العزف على البيانو على يد البروفيسور الإيطالي "كارو" إلى جانب دراسته للنظريات الموسيقية، وانتقل بعدها لدراسة التأليف الموسيقي في كلية ترينتي بلندن، إلى أن اكتملت ملامح شخصيته الموسيقية المستقلة كمؤلف محترف يصوغ رؤاه الموسيقية الخاصة بجمل موسيقية مميزة تتسم بالعمق والثراء والتدفق.
انضم عمر خيرت في بداياته لفرقة "ليى بتي شا - Les petits chats"، وهي فرقة مصرية كانت تقدم الموسيقى الغربية، أسست في مطلع ستينيات القرن الماضي، وعمل خيرت في الفرق كعازف درامز، والتي كان لها أثر واضح في مؤلفاته مثل: "الخادمة، ورابسودية عربية" وغيرها.
وأول من قدمت عمر خيرت لعالم الموسيقى التصويرية، الفنانة فاتن حمامة، من خلال برنامج إذاعي، ثم اختارته لفيلم ليلة القبض على فاطمة عام 1983.
وتوالت أعمال خيرت الموسيقية، إذ شارك في تأليف العديد من مقدمات المسلسلات، وتأليف الموسيقى التصويرية لها بطريقة مميزة خاصة به، حيث استطاع أن يقدم الموسيقى المصرية في شكل أوركسترالي وهو ما كان يحلم به.
أهم مؤلفات عمر خيرت
ومن أهم أعماله "قضية عم أحمد، والبخيل وأنا، وضمير أبلة حكمت، وغوايش، وليلة القبض على فاطمة، والخواجة عبدالقادر، ودهشة، والجماعة، ومسألة مبدأ، والقضاء في الإسلام، ووجه القمر".
وكان لعمر خيرت السبق في إعادة توزيع الأغاني التي لحنها محمد عبدالوهاب، من بينها، "أنت عمري، وإمتى الزمان يسمح"، وأعطى للأغاني مذاقاً خاصاً، حيث شكر محمد عبدالوهاب، عمر خيرت على التوزيعات واعتبرها أجمل هدية قُدمت له.
جوائز عمر خيرت
حصد عمر خيرت على عشرات الجوائز، وشهادات تقدير مصرية وعربية عن أعماله، منها جائزة الفارس الذهبي عام 2001 من اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري عن أغنية "المصري" من فيلم "سكوت ح نصور"، وجائزة أوسكار السينما المصرية من جمعية فن السينما المصرية عام 2003 عن فيلم "مافيا"، واستفتاء الجمهور لأحسن موسيقى تصويرية عام 2005 عن مسلسل "العميل 1001".
تتنوع حفلات الموسيقار عمر خيرت في مختلف بلدان العالم العربي والعالم، وقدم عام 2000 موسيقى أوبريت الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والدليل اختياره من قبل لإحياء حفل تسليم فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي من سلوفينيا، مع أوركسترا فرنسا وآخر سلوفيني، واستطاعت أعمال خيرت الموسيقية أن تنقل الموسيقى العربية إلى آفاق عالمية.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».