القيادة ھﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ إﻧﺠﺎز اﻷھﺪاف اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺄﺛﯿﺮﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﯾﻦ وﺗﻮﺟﯿﮭﮭﻢ ﻧﺤﻮاﻟﮭﺪف اﻟﻤﻄﻠﻮب، ﻓﺎﻟﻘﯿﺎدة ھﻲ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ ﺗﺠﺎه ﻓﺮﯾﻖ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻷھﺪاف ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ إﯾﺠﺎﺑﯿﺔ، ﻓﺎﻟﻘﺎﺋﺪ ﯾﺴﺘﺨﺪم ﻗﺪراﺗﮫ ﻟﯿﺆﺛّﺮفي ﺳﻠﻮك اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﺣﻮﻟﮫ.
ھﻨﺎك ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت أﺳﺎﺳﯿﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ اﻟﻘﯿﺎدة، ﻛﺎﻟﻘﻮة واﻟﺘﺄﺛﯿﺮ واﻟﺴﻠﻄﺔ؛ واﻟﻘﻮة ھﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﺄدﯾﺔ مهمات اﻵﺧﺮﯾﻦ، وﯾﻈﮭﺮ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻤﺎرس ﺷﺨﺺ ﻗﻮﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮفي ﺳﻠﻮك ﺷﺨﺺ آﺧﺮ، أﻣﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﮭﻲ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﻈﯿﻤﺔ اﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ أو اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻌﯿّﻦ.
اﻟﻘﯿﺎدة ﻛﺎرﯾﺰﻣﺎ طﺒﯿﻌﯿﺔ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﯿﻖ أھﺪاف ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ، وﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ ﻣﮭﺎرات ﻣﺘﯿﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ، وﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﺪ أن ﯾﺘﻘﻦ ﻣﮭﺎرة اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﻵﺧﺮﯾﻦ وﺗﺸﺠﯿﻊ اﻟﺤﻮار ﻓﻲ ﻓﺮﯾﻖ اﻟﻌﻤﻞ.
اﻟﻘﺎﺋﺪ ھﻮ اﻟﺬي ﯾﺘﺼﺮف ﺑﻌﻘﻼﻧﯿﺔ، وﯾﺘﺤﻤﻞ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ أي وﻗﺖ، وﯾﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ، وﯾﺼﻐﻲ إﻟﯿﮭﻢ ﺟﯿﺪًا، وﯾﻠﮭﻤﮭﻢ وﯾﺴﺎﻋﺪھﻢ على ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت، ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﮭﺪف اﻟﻤﻄﻠﻮب؛ ﻷن اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ إﻧﺠﺎز اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪراته وﻛﻔﺎءﺗﮫ من دون أﻋﻀﺎء اﻟﻔﺮﯾﻖ.
واﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻄﻤﻮح ﯾﻤﺘﻠﻚ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ إﯾﺠﺎﺑﯿﺔ في ﻓﺮﯾﻖ ﻋﻤﻠﮫ، ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ واﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﻠﺬﯾﻦ ﯾﺴﺎﻋﺪاﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺒﺘﻐﺎه، ﻓﺎﻟﺘﺤﻔﯿﺰ ﯾﻌدّ ﻗﻮة ﻋﻈﯿﻤﺔ؛ ﺣﯿﺚ إن ﺗﺰوﯾﺪ اﻟﻔﺮﯾﻖ باﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﯾﺠﺎﺑﯿﺔ واﻟﺘﻌﺎطﻒ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻓﻲ ﺑﯿﺌﺔ اﻟﻌﻤﻞ وﺗﺄﻣﯿﻦ اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﯾؤدي دوراً أﺳﺎﺳﯿﺎً ﻟﺰيادة الإﻧﺘﺎﺟﯿﺔ.
يعد القادة الناجحون عنصراً فعّالاً تحتاج إليه الشركات في العمل من أجل إنتاجية أفضل، فالقادة المميّزون يسهمون في رفع إنتاجية الموظفين، من خلال دعم بيئة العمل بطريقة إيجابية، والتغلب على العوائق مع فريق العمل، وﯾﺘﻤﯿّﺰ اﻟﻘﺎدة الفاعلون ﺑﻤﮭﺎرة ﻗﺮاءة ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﻤﻠﮭﻢ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﺨﻄﻂ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻷھﺪاﻓﮭﻢ، واﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ؛ ﺣﯿﺚ ﯾﺴﮭﻢ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ وﺗﻨﻔﯿذها.
إن القيادة الفعّالة ﻣﻌﺪﯾﺔ أﯾﻀﺎً؛ ﺣﯿﺚ إﻧﮭﺎ ﺗﻠﮭﻢ اﻟﻤﻮظﻔﯿﻦ وﺗﺴﺎﻋﺪھﻢ على إﻧﺠﺎزﻋﻤﻠﮭﻢ ﻓﻲ وﻗﺖ أﻗﻞ، وﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺗﺤﻘﯿﻖ الأهداف المطلوبة من خلال بناء فريق متعاون، والقدرة على التواصل، وفض النزاعات غير المتوقّعة، ليحدّد القائد المشكلة ويقترح خطة سليمة. ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ أي ﺷﺨﺺ أن ﯾﺘﺪرّب ﻓﻲ ورﺷﺎت عمل ﺗﻨﺎﻗﺶ اﻟﻘﯿﺎدة؛ لكي ﯾﻜﺘﺴﺐ ﺻﻔﺎت اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﻤﯿﺰ، اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﺗﺪرﯾﺒﺎت ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪه على ﺗﻄﻮﯾﺮاﻟﻤﮭﺎرة وﺗﻄﺒﯿﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺤﯿﺎة معاً.
أفضل القادة الذين لا يكاد يشعر الناس بوجودهم، فهم قليلو الكلام، وعلى لسانهم دائماً "لقد أنجزنا عملنا جميعاً بفضل التعاون مع فريق العمل، وكذلك فهم يتمتّعون بمهارات إنسانية واجتماعية وعملية، ويشعرون بالآخرين، ويدعمونهم بجميل الكلمات والعبارات، وفي الختام أودّ أن أوكد أن القيادة القوية تتمتّع بالعقلية الإيجابية ويترأسّها التوازن وحسن الإدراك، وتستطيع تذليل كل العقبات، وحلّ كل المشكلات".